فيصل خالد الخديدي
انتشرت مؤخرًا المهرجانات الترفيهية والسياحية، وعادة ما يكون الفن التشكيلي في هذه الفعاليات أمرًا طارئًا أو مكملاً على هامش الفعالية، وإن حضر يكون بالحد الأدنى من الاهتمام والتقدير، وقلما نجد الحضور التشكيلي مكافئًا لبقية الفعاليات بالمهرجانات، ونادرًا ما يكون الحضور التشكيلي قائدًا لنجاح الفعاليات، أو عنصر جذب يضاف للفعالية؛ وذلك ربما يعود لضعف إيمان القائمين على المهرجانات بالدور التشكيلي ورسالته الثقافية والفنية العميقة التي تعتبر قيمة مضافة لأي مهرجان متى ما توافرت فيها بعض المقومات من تقدير القائمين على المهرجانات بقيمة الفن ودوره، واحترام الفنانين لفنهم وذواتهم، وتقديم أنفسهم بشكل لائق ومشرف في المشاركة، والتخطيط الجيد المسبق للفعالية، وإدارة الوجود التشكيلي فيها بشكل لائق ومميز في كل تفاصيله، ابتداء من الخيارات الصحيحة لأسماء الموجودين حتى سير وختام الوجود التشكيلي في الفعالية. ولعل هذه القيم وأكثر تجسدت في دورتين من الوجود التشكيلي بفعالية مهمة ولافتة منذ عامَين على الأقل في الحضور التشكيلي المحترم والمؤثر، وذلك في مهرجان ينبع الصناعية للزهور والحدائق؛ إذ كانت الفعالية التشكيلية العام الماضي به لافتة بـ (ألوان ينبع الصناعية) التي كانت عبارة عن ورشة عمل تشكيلية مفتوحة أمام الجمهور لاثنين وثلاثين فنانًا وفنانة من السعودية والعرب المقيمين بالسعودية ومن الخليج على هيئة مجموعات أسبوعية، أنتجوا أكثر من خمسين عملاً تشكيليًّا متميزًا. واستمرارًا للعمل المنهجي والتخطيط الجيد جاءت الفعاليات التشكيلية بالمهرجان أكثر ألقًا، وما زالت مستمرة هذه الأيام بفعالية (أتيليه سكيب) التي جاءت كنمو طبيعي لنجاح العام الماضي، مع عدم تكرار بل تجديد في الأسماء والفكر المتنامي لصناعة الفعالية الناجحة؛ إذ تستضيف الفعالية ثلاثة وعشرين فنانًا وفنانة من سبع دول عربية وتركيا وأوروبا مع فنانين من السعودية في رسم مباشر أمام الجمهور. كما كان للشباب حضورٌ من خلال فعالية مسابقة الفن الجرافيتي. كل هذا وأكثر حضر في مهرجان الزهور والحدائق بينبع الصناعية؛ فأصبح علامة فارقة في تكامل الفنون التشكيلية والمهرجانات السياحية والتكامل الجاد بين إدارة المهرجان والفنان التشكيلي، متمثلة في الرئيس التنفيذي للهيئة الملكية بينبع وجازان الدكتور علاء نصيف، ورئيس اللجان التنفيذية للمهرجان المهندس صالح الزهراني، مع الشكيلي يوسف إبراهيم ورفاقه الذين كانوا على قدر الحدث وصناعة الفارق لصالح الفن.