محمد المنيف
أشاد معالي وزير الثقافة والإعلام الدكتور عواد العواد بما قامت به الهيئة العامة للثقافة من تنظيم للفعاليات الثقافية المصاحبة لزيارة سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان إلى بريطانيا، الفعاليات التي ضمت مختلف فروع الثقافة المرئية والمسموعة من مختلف مناطق المملكة، هذه الإشادة تمثل خط سير لكتابة مسيرة مستقبلية نأمل أن تكون حافلة بالعطاء والتميز، ونحن إذ نستبشر بهذه الإشادة التي قال عنها معاليه: إنها (الأولى في خطوات هذه الهيئة) ونحن نقول لعلها تكون فاتحة خير لهذه الهيئة الوليدة بعد مراحل تنقلت فيها الثقافة والفنون السعودية من جهات ثلاث بدءًا بالرئاسة العامة لرعاية الشباب ثم وزارة الثقافة والإعلام وكالة الشؤون الثقافية مروراً بالجمعية السعودية للثقافة والفنون، عشنا معها الحراك الثقافي منذ انطلاقته ومنها ما يخصنا في هذه الصفحة (الفنون التشكيلية) عام (1396) بإقامة أول معرض جماعي على مستوى المملكة مع ما تبع من جهود للجمعية السعودية للثقافة والفنون وما حظينا به من دعم ولو لمدة قصيرة من أول رئيس لمجلس إدارتها الأمير الشاعر بدر بن عبد المحسن الذي كنا نلتقي به في مكتبه دون تكلف أو استئذان من حاجب.
سنوات طويلة مرت فيها الفنون التشكيلية لا تخلو من مواقف منها الجميل ومنها المحبط، وبتبدلات في مسؤولي الإدارات لكل جهة من الجهات الثلاث، البعض منهم أبقى أثراً وتأثيراً والبعض أخفق، لنأتي اليوم مع الهيئة العامة للثقافة وفي مرحلة مهمة جداً في ثقافة الوطن، مرحلة التنافس بين الهيئة الجديدة وقطاعات أخرى تحتاج من الهيئة إلى تركيز ودراسة مستفيضة لضمان خط سيرها لئلا تتصادم أو تخلق ازدواجية مع جهات أخرى تعمل حالياً في الاتجاه ذاته وهي ظاهرة صحية أن يحدث تنافس يدفع كل الأطراف لتقديم ما يحقق لها الأفضلية وللثقافة والفنون التميز.
إن ما ينتظر من الهيئة العامة للثقافة أكثر مسؤولية من أي جهة أخرى كونها فرعاً من وزارة معنية بثقافة الوطن وعليها الصمود وتقديم ما يلفت لها النظر ويدفع بالمبدعين للتجاوب معها والمبادرة في أي فعاليات تقيمها، فهي الأطول عمراً واستدامة من بقية المؤسسات التي تقدم خدمات للثقافة والفنون بمجاراة وتوازٍ مع خط مسار الهيئة وليس جزءاً أو فرع منها.