د.محمد بن عبدالرحمن البشر
اللقاء المرتقب لقيادة المملكة العربية السعودية ممثلة بصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد -حفظه الله- مع القيادة الأمريكية، يعني لقاء قطبين مؤثرين وهامين، فالمملكة العربية السعودية أكبر الدول العربية والمنطقة تأثيراً سياسياً، وهي أكبر دول المنطقة اقتصادياً، وهي زعيمه العالم الإسلامي، وبها الحرمان الشريفان، اللذان تتجه إليهما الأفئدة من كل مكان.
والمملكة عاشت في الفترة القليلة السابقة، وما زالت تعيش بقيادة صاحب السمو حراكا اجتماعياً كبيراً، جعل العالم يتأكد أن هناك تغييراً حقيقاً وملموساً يعيشه المواطن في المملكة، سواء للرجال أو النساء، وهي اليوم تتقدم بخطوات متسارعة في المجال الرياضي والفني، وتتعدد الأنشطة في هذا المجال، ولم تعد منحصرة في نشاط رياضي أو فني بعينه، والعالم وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية يراقب هذه التغيرات بشكل جلي، ويثني عليها بعد أن أصبحت واقعاً ملموساً.
وفي المملكة حراك اقتصادي كبير، وتنظيم هيكلي، أساسه إتاحة الفرصة للقطاع الخاص ليلعب دوراً كبيراً وفاعلاً في الاقتصاد السعودي، بما فيه المساهمة في معدل النمو وسد عجز الميزانية، وتوظيف الشباب السعودي، والحد من البطالة، وإتاحة الفرصة للإبداع، وصنع المهارات، وإظهار القدرات الكامنة، بل وتغير نمط الحياة والأولويات والمتطلبات.
والمملكة في رؤيتها الجلية تسعى إلى تنوع النشاط الاقتصادي، وجلب العملة الصعبة من خلال تصدير البضائع والخدمات، أو الحد من هجرتها عبر زيادة نسبة الاكتفاء الذاتي من بعض من المتطلبات الاستهلاكية وغيرها.
ورؤية 2030 التي صنعها صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد -حفظه الله-، تعتمد على طاقات الشباب السعودي لإيمان القيادة بقدرته وكفاءته على تفجير طاقاته والمساهمة مساهمة فاعلة في الاقتصاد الوطني، متسلحاً بسلاح التعليم النظامي، والتدريب المستمر، والعمل الجاد، وهو الذي سيصنع مستقبل الاقتصاد في المملكة من خلال القطاع الخاص وبمؤازرة من القطاع العام لا سيما أن البنية التحتية تتيح لكثير من الشباب الانخراط في مجالات كثيرة من الصناعة والخدمات، لقد تعلم الكثير من أبناء المملكة في الولايات المتحدة وغيرها من البلدان، ولا يكاد مجتمع يخلو من وجود عدد ممن اكتسب جزءا من دراسته في الولايات المتحدة الأمريكية وغيرها، وعادوا بالكثير من المنافع العلمية والاجتماعية، ونقلوا الكثير من معارفهم إلى داخل البلاد، ومازال التعاون في مجال التعليم والتدريب مستمراً.
والحقيقة أن البحوث العلمية تعتبر من أهم النشاطات التي يمكنها أن تغير شكل العالم، كما يمكنها أن تضيف مردوداً اقتصادياً هائلاً كما فعلته نوكيا في فنلندا وما تفعله الشركات الكبرى في الولايات المتحدة الأمريكية مثل أبل، ومايكروسوفت، وغيرها كثير.
والمملكة لديها تعاون في مجال الأبحاث في كثير من الحقول وعلى رأسها حقل التقنية، والاستفادة من ذلك عبر الشركات متعددة الجنسيات، وذات الأذرع الاستثمارية في أنحاء العالم.
والمملكة قد هيّأت بيئة خصبة للاستثمار ولذا فإن الكثير من الشركات قد استثمرت، والكثير قد طلب رخص استثمار وحصل عليها، ولا شك أن ذلك سيتيح للشباب السعودي فرصاً وظيفية، وتعلماً ميدانياً، ومعرفة بأساليب التخطيط والإنتاج والإدارة.
إن الزيارة المرتقبة لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد -حفظه الله- ستحمل للملكة الكثير من المنافع، وستوطد العلاقات المميزة أصلاً بين المملكة والولايات المتحدة الأمريكية، كما أن تشاوراً بنّاء سيتم حول مجمل القضايا العالمية، لا سيما أن المنطقة تعاني الكثير من المشكلات، والمملكة تسعى جاهدة في نشر السلام، وإعادة الحقوق إلى أصحابها الشرعيين، ودفع الغالي والنفيس في سبيل ذلك.
وفق الله المملكة وقيادتها، وأدام عليها الأمن والاستقرار والرخاء.