كاتب فهد الشمري
تلقينا ببالغ الأسى والحزن نبأ وفاة المغفور له بإذن الله تعالى معالي الشيخ/ منصور المالك الذي عرفته رجلاً فاضلاً وقاضياً عادلاً وتقياً ورعاً وعابداً زاهداً محباً للخير آمراً للمعروف وناهياً عن المنكر، فقد كان بحقٍ من طرازٍ فريدٍ من الرجال، رحمه الله رحمة الأبرار.
لو لا أن الموت قدر محتوم، وأمر لا مفرَّ منه، وسيفاً مسلولاً على رقاب العباد جميعهم، وليس له استثناء لأحد من البشر لقلنا إن الفقيد من الشخصيات التي يصعب فقدها لأنه ضرب نادر من الرجال وشخصية وجودها في الحياة تضفي عليها طابعاً مميزاً بكل ما تحمله الكلمة.
لعل الرثاء الذي سبقني وغيري فيه الأستاذ/ خالد المالك في رثاء أخيه الفقيد لم يجعل لأحدٍ من الناس مدخلاً لشموله واكتماله، ولأنه احتوى كما يقال في علم الأصول على قاعدة (جامعاً مانعاً) فقد جمع فيه كل ما يود المرء أن يقوله، وقد منع غيره من الإتيان بشيء آخر غير ما قاله.
لكنني أحاول ولو من باب التطفل مكرمة للفقيد وواجب علينا أن نذكر بعض مآثره التي لا تحصى ولا تعد، فهو القاضي الذي التزم القضاء، وراقب من في السماء، وما خشي في كلمة الحق لومة لائم، وهو ذاك العابد الزاهد التقي النقي الخفي الذي كان مدرسة وجامعة لكل خير، وكان أبعد ما يكون عن الشبهات رحمه الله تعالى.
هي الدنيا عنوانها الرحيل من أول يومٍ تطأ أقدامنا عليها، وهو الموت خاتمة لكل حيٍ، وهو القبر مسكن حتمي لكل إنسان، وما علينا إلا التسليم والرضا بما قدره الله وكتبه، ولا نقول إلا ما قاله نبينا عليه الصلاة والسلام إن العين لتدمع والقلب ليحزن، وإنا على فراقك يا منصور لمحزونون.
رحم الله الفقيد وأسكنه فسيح جناته، وغفر ذنبه وتجاوز عن سيئاته، وألهم أهله وذويه ومحبيه الصبر والسلوان {وإنا لله وإنا إليه راجعون}.