خيم حزن عميق على ذوي وأصدقاء ومحبي معالي الشيخ منصور بن حمد المالك وما أكثرهم عند سماع خبر وفاته رحمه الله فصبر جميل وبالله المستعان والحمد لله على قضائه وقدره، فالفقيد الراحل كان من خيرة الناس في سلوكه وأدبه ودماثة أخلاقه وتواضعه وبساطته وابتعاده عن التحدث عن الآخرين إلا في الثناء والخير، فكسب محبة كل من زامله أو تعرف عليه. وكانت سيرته المهنية عطرة ومثالاً يحتذى به، وقد تقلب في عدة وظائف حكومية من معلم وقاض وأخيراً رئيساً لديوان المظالم، وخلال تلك المسيرة المضيئة عرف بالنزاهة والاستقامة والكفاءة العلمية والعملية قدم خلالها خدمات جليلة لدينه وملكه ووطنه بكل إخلاص وتفانِ وحرص على تأدية العمل الأكاديمي والقضائي والإداري على الوجه الأكمل والمطلوب راجياً من كل ذلك رضاء الله عز وجل ثم رضاء ولاة الأمر لتحقيق مقاصدهم الوطنية لمصلحة الوطن والمواطنين فنال ثقتهم وكسب محبة المواطنين ففاحت سمعته العطرة وأصبح قدوة لزملائه في مجال عمله القضائي ولمن خاف الله وأراد الاستقامة والعدل وتحقيق الأمانة والمسؤولية العظمية الملقاة على عاتقه.
تعرفت على فضيلته عندما كنت أعمل موظفاً في سفارة خادم الحرمين الشريفين في واشنطن قدم -رحمه الله- لعلاج أحد أفراد أسرته في أمريكا فسعدت جداً بلقائه، ولاسيما أنه كان صديقاً لوالدي رحمه الله فتوثقت علاقات الصداقة والأخوة بيننا فكنت أحترمه كالوالد مقاماً وكالأخ الأكبر سناً.
وتعرفت من خلاله على أفراد أسرته الكريمة (المالك) وقد سرني تضامنهم وتعاونهم الأسري على الخير وقد عرف عنهم دماثة الأخلاق والعلم والتألق في عدة مجالات حكومية وإعلامية وعلمية.
وكان فقيدنا الغالي حريصاً على القيام بالواجبات الاجتماعية مع جميع من عرفهم في أفراحهم و أتراحهم تستفيد في مجلسه من علمه الديني الغزير ونصائحه الخيرة وحكمته وتواضعه.
وما حياة الإنسان في هذه الدنيا الفانية إلا سنوات معدودة فمن قضاها في العمل الصالح كفقيدنا الغالي كسب خير الدارين ثواباً وأجراً في الآخرة وسمعة طيبة في الدنيا يفتخر بها أهله.
أسأل الله العلي القدير أن يتغمده برحمته الواسعة ويسكنه فسيح جناته ويلهم ذويه ومحبيه الكثيرين الصبر والسلوان و{إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}.
** **
- السفير/ عبدالمحسن بن فهد المارك