خالد الربيعان
يا أخي اليوم الخميس! و«الخميس ونيس» كما يقولون! لذلك ارتدي معي عباءة الخيال، وتخيل معي خطوة خطوة منتخبنا في كأس العالم، مبدئياً لحظة هدف المولد في اليابان وتأهلنا للمونديال، فقد أصبح معنا في الخزينة 9.5 ملايين دولار! تسلّمنا منها 1.5 مليون نفقات الإعداد والمعسكرات قبل المونديال، والـ 8 الباقية بعد المشاركة في دور المجموعات ولعب الثلاث المباريات!
تعادلنا مثلاً مع روسيا ومصر وفزنا على الأوروجواي، لا تتجهم أو (تتطنز) وتترك المقال فهذا افتراض واتفقنا عليه! تأهلنا إذن لدور الـ 16، سنحصل على 12 مليوناً، وقعنا مثلاً مع بلجيكا وفزنا! وقتها سنحصل على 16 مليوناً أخرى مكافأة التأهل لدور الـ8 أو ربع النهائي!
تتضاعف المكافآت هنا، لو عبرنا لنصف النهائي سواء خسرنا سنلعب مباراة الثالث والرابع، الرابع يحصل على 22 مليوناً والثالث 24، حققنا المعجزة وأخرجنا - مثلاً - فرنسا بضربات الترجيح ولعبنا نهائي المونديال وخسرنا نحصل على 28 مليوناً، بينما إذا فزنا بالمونديال سنفوز بـ 38 مليوناً!
لتوضيح الفرق الشاسع والمذهل في صناعة كرة القدم عن باقي الرياضات، فيكفي أن تعرف أن خامس بطولة في ترتيب أكبر المكافآت هي بطولة العالم للبوكر! وجوائزها 68 مليون دولار، أما في المركز الرابع كأس العالم لكرة القدم فمجموع جوائز 400 مليون! شاهد الفرق، بينما تتربع بطولة دوري أبطال أوروبا على الترتيب العالمي في كل الرياضات بحوالي مكافآت 1.5 مليار دولار!
هذا كله لأريك زاوية مهمة أريد التحدث عنها وهي حجر الزاوية فيما نراه من شراسة في البطولات الرياضية هذه الأيام، وهي مكافآت المشاركة والفوز، وهي توازي وتعادل مجهودات عظيمة في مجال التسويق الرياضي. إذ يمكن للفريق الفائز ببطولة قوية في مكافآتها أن يقارن نفسه بكبار الاستثمار والتسويق الرياضي، وإن كان ضعيفاً فيه! فالمكافآت العالية تعادل إستراتيجيات التسويق الرياضي والأنشطة التجارية فيه!
أما آسيوياً فحدثت طفرة أيضاً - نسبياً- فمنذ عامين رفع الاتحاد الآسيوي مكافأة بطل القارة 200 % مرة واحدة من مليون دولار إلى 3 ملايين، رفعها مرة أخرى هذا العام لتصبح 4 ملايين دولار، والكثيرون رأوا هذا تقدماً كبيرا ًوأنا منهم، ولكني أطمح في المزيد والمزيد، حيث دائماً المقياس عندي هو هل تكفي هذه المكافأة لتمويل صفقة لاعب كبير؟ هذا هو المقياس!
فمثلاً عاشر جدول الدوري الإنجليزي وست برومتش حصل الموسم الماضي على 120 مليون باوند تقريباً وهو مبلغ خيالي في عالم مكافآت ومداخيل مسابقات الرياضة بشكل عام، ولا مجال للمقارنة، ولكن كلما زادت المكافآت في أي بطولة ازدادت شراسة وندية، ومنافسة وجمالاً، مما يؤدي لوجود رعاة أكثر وعقد بث أعلى، مما يؤدي لزيادة أخرى في المكافآت، لتصب في مصلحة البطولة نفسها.. وتدور الدائرة!
البطولة العربية!
من أجل هذا وبذكاء تم رصد مكافأة كبيرة لبطولة مثل البطولة العربية وهي من البطولات التي لا تزال في بدايات الشهرة والقوة، ولكن بند المكافآت فيها يتخطى دوري أبطال آسيا! فإذا كان بطل آسيا يحصل على 4 ملايين دولار، فالفائز بالبطولة العربية يحصل على 6 ملايين! نعم النسخة القادمة في يوليو المقبل بهذه الأرقام، لتصبح البطولة العربية ثالث البطولات الخاصة بالأندية عالمياً في قيمة مكافآتها!
22.5 مليون ريال قيمة جائزة البطل، وهذا الرقم أريدك عزيزي أن ترسله كرسالة للأندية السعودية المشاركة في النسخة القادمة للبطولة العربية، حتى يزيد اهتمامهم بدلاً مما رأيناه من إرسال الصف الثاني والاحتياط! كما لو كانت البطولة «ببلاش»! و كأن الأندية لا تعاني مادياً أيضاً!