خالد بن حمد المالك
من نكون حين نفقد أعزَّ الناس، فيُغلبنا الحزن، ويؤرقنا الخوف من الآتي، ونصبح في حالة قلق لا نبرأ منه إلا بالصبر والاحتساب.
* *
من نكون، ونحن الضعفاء، غير القادرين حتى على حجب مظاهر أحزاننا، مع كل نازلة تقض مضاجعنا، أو فقد يمسَّنا بأساه.
* *
من نكون، وكل ما نملكه في مواجهة الظروف الصعبة التي تمر بنا غير الاستسلام والتسليم بقضاء الله وقدره، وأن لا حيلة لنا أمام ما هو ماضٍ ومتحقق حدوثه.
* *
آه من حزن يمسّنا، ومن قلق يثير المواجع فينا، ومن مأساة تهزمنا، ومن حدث أقوى من أن نتحمله، ومرة أخرى من نكون؟
* *
كلما بدأنا نتلمَّس أوجاعنا، ونتحسَّس مكامن الحزن فينا، وأخذنا نطوف بين مأساة وأخرى، صدمنا الموقف، وأثَّر فينا المشهد، وعدنا نسأل ثانية من نكون؟
* *
كل منَّا عانى من مرارة الفقد، وعانى من الخسارة، واكتوى بلهيب مأساة مرتْ عليه، فأوجعته، وأثرت على مزاجه، وهكذا هي الحياة.
* *
لا أحد منَّا بلا حزن زاره ذات يوم، وبلا مواجع نغَّصتْ عليه حياته، ومن غير أسى كان على موعد معه اليوم أو أمس وسيكون في الغد.
* *
رحلة الحياة لكل منَّا تمرُّ بمراحل، حيث يمضي المسير بنا بين خوف ورجاء، فيما ستظل أنفاسنا محبوسة من ترقب قادم قد يثير القلق، أو يؤثر على نفسياتنا، أو يصدمنا بما لا نريد أن يمسنا.
* *
هذا مولود، وهذا يودِّع دنياه، أعمار كُتبتْ لنا، وسنوات حياة يمضيها كل منَّا، يلفّها الحزن حيناً، وتكون أحيناً أخرى صافية من أي كدر ينغص علينا حياتنا، هكذا هي الحياة، هكذا نحن فيها.