د. خيرية السقاف
عنيزة وأي لوحة جميلة، بديعة تتواشج فيها الأرواح كتواشج عذوق نخيلها، وظلال سَعفِها..
منذ أن تطأ أرض مطارها، تبدأ تتشكل في عينيك تلك الخامات التي تناثرت خيوطها في ذهنك عند أول اتصال بك من مسؤول فيها، رجلاً، وامرأة..
بدءاً بمعالي الأستاذ عبدالله النعيم رئيس مجلس الجمعية الخيرية الصالحية، فالأستاذ صالح الغذامي أمين عام الجمعية، فالمهندسة ندى النزهة مديرة مركز الأميرة نورة بنت عبدالرحمن... فأثير الصهيل مديرة العلاقات العامة في المركز..، فكل حبة من حبات عقد فريد.. بكل من في المطار ينتظر، وفي النُّزُلِ يُرحب، ومن في النقل يفتح باباً، أو يشير إلى موقع..
أما في الاحتفاء، ففي شطر أمير مثقف، ورواد مقبلون، ومتفاعلون، ومكرَّمون...
وفي شطر آخر أميرة حضورها وعي وبهجة، ولُحْمة من عشرات الحاضرات، والمستضيفات، ومئات من رائدات العمل التطوعي، منهن المتقاعدات، والمشاركات، والموظفات، والضيفات، والمكرمات..
وجدتني منبهرة بهذه الكوكبة في تلاحم يندر أن نجده في مجموعة نعدُّها على أصابع يدين،
فإذا بنا في حيرة نعجز عن أن نلمَّها في عدد يتزاحم بين عيوننا!!..
أكثر من ألف اسم، لأكثر من أربعمائة نشاط، يشارك على أرض الجمعية الخيرية الصالحية، ومركز الأميرة نورة بنت عبدالرحمن النسائي..
حيث تحركتُ دُهِشتُ، رافقني الشعور بحميمية مفرطة مع الوجوه النيرة، والأفكار المبتكرة في استلهام الماضي التعليمي، في تنطيق الأجداد على مسمع من الأحفاد، في مقابل آخر منهجية تطبيقية لعلاج الأمراض المستعصية، والطارئة في عجلة، وتسارع إيقاع التعامل مع الجسم، والعقل..
ولم يغفلن هؤلاء المميزات عن العناية بناشئة الكاتبات فقدمنهن يعرضن مؤلفاتهن على استحياء مغلف بطموح، واستشراف، وتذوقنا مُنتج الكفوف الندية، وتلوْنا معهن أمنيات الأرض البهية..
عنيزة قطعة من قلب الوطن، احتوتنا بهوائها، فوهبناها أنفاسنا، امتزجنا بهن جميعهن وبصمنا معاً جملة «الوطن كلنا»..
شكراً لكل من دعاني، أكرم، وتكرَّم، وخصني مع كوكبة من رواد هذا الوطن، بأن أكون عند الإطلالة، وفي محضن عنيزة بطيب لقائها..
شكراً لكل من رافق خطوة الحضور لوداعة المغادرة..
شكراً لكل عنيزة من ابنها البار، لحفيدتها النابهة،
من بوابة المطار، لفضاء الرحيل..
تحية بحجم الحب،
وطعم الوطن،
ودهشة الانبهار..