مها محمد الشريف
روسيا تختبر صاروخاً أسرع من الصوت والصين تختبر قطار رصاصة «فوشينغ» على اعتبار أن الولايات المتحدة أكبر مهدد للصين ومياهها الإقليمية وملاحتها في بحر الصين، ويأتي ذلك بعد نشوء السيطرة الأمريكية وتناميها بمعزل عن كل القيود، وتظهر الدلائل في أكبر ميزانية عسكرية للولايات المتحدة منذ عام 2011 التي اقترحها الرئيس دونالد ترامب، ومن المستغرب ذيوع صيت هذه الميزانية لأنها ستنفق على الدفاعات النووية، بالنظر إلى هذا الأمر نجده تبريرا لهاجس الخوف من القوة المتنامية للصين وروسيا.
ويبدو أن ثمة هوس طاغٍ للدول الكبرى في الوقت الذي يشهد العالم فيه أسوأ الأعمال الإرهابية بعد أن مهد الطريق لاستخدام وسائل العنف المتطورة والحديثة وفائض من المعدات العسكرية وسباق محموم للتسلح بأحدث التقنيات، وقد استلزم هذا الإنتاج المدمر عملية تطويرية شديدة التعقيد وضرورية للتوسع الاقتصادي على حساب السلم والتعايش الآمن في عصر التكنولوجيا.
لكي تظل المجتمعات ضحية لترتيبات النفوذ الاقتصادي والعسكري والتقني وحصد مكاسب بعيدة عن منافع شعوبها، فأصبحت الدول لا تكشف إلا عن برامجها النووية الطموحة واستعداداتها العسكرية، وهيمنتها على منظمة التجارة العالمية عبر قنواتها المتعددة، فقد كشفت الصين، عن أكبر زيادة في الإنفاق العسكري خلال 3 سنوات وعن التحديات التي تواجهها مما يعزز برنامجها الطموح للتحديث العسكري ويثير قلق جيرانها، خاصة اليابان وتايوان التي تتمتع بحكم ذاتي. حسب مانقلته وكالات الأنباء ووسائل الإعلام.
وبالرغم من ضخامة حجم الإنفاق العسكري الصيني والإسراف الكبير على الآلة العسكرية المتطورة، تظل كل دولة تخشى قوة الدولة الأخرى وتلعب لعبتها حول احتمال حرب نووية مدمرة، وكتب المؤلف السياسي نعوم تشومسكي عن تحديات شرق آسيا «بأن القادة الصينيين يدركون جيداً أن طرق التجارة البحرية لبلادهم محاطة بقوى معادية من اليابان مروراً بمضائق ملقا وماورائها، تدعمها قوة عسكرية أمريكية كبيرة وبالتالي فإن الصين ماضية في تمددها غربا باستثمارات مكثفة ضمن إطار منظمة شنغهاي (sco) التي تشمل دول آسيا الوسطى وروسيا».
سلسلة من المخاوف تلتف حول الدول لأسباب تتعلق بانتشار القوة العسكرية والاقتصادية حول العالم، فهل ثمة من يتصور نهاية أخرى لهذا الخوف والقلق؟ وتتمسك كل دولة بمعاهدة سلام.
ولكن نتساءل، ما الذي يمكن أن تفعله السياسة في هذا الجانب عوضا عن التفكير السلبي والانفعالي والعودة العلنية للحروب وشراء الأسلحة بالأرقام المليارية من الدولارات وتفادي فقدان الحياة البشرية بمعجزة تخلصنا من دوامة الأسلحة النووية، والأهداف القسرية الصارمة التي رسمت خرائط الطرق التي يسير عليها العالم اليوم.