د. محمد بن يحيى الفال
خلال أوبريت» أئمة وملوك» الذي عُرض في افتتاحيات الدورة الثانية والثلاثين من المهرجان الوطني للفنون والثقافة» الجنادرية»، شاهدنا مدى تأثر خادم الحرمين الشريفين بالعرض الذي تم في تجسيد صورة الملك المؤسس الإمام عبدالعزيز بن عبدالرحمن، تأثر خادم الحرمين الشريفين نراه وهو شاهد لكل مراحله بالتطور الذي وصلت إليه بلادنا ولتضحى من أهم الدول الفاعلة ليس فقط في اقتصاد العالم، بل أيضاً في السلم والأمن الدوليين. ويمكن لنا كذلك أن نقرأ في تأثر خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أن اختياره لسمو الأمير محمد بن سلمان لولاية العهد جاء في التوقيت المناسب حيث تشهد منطقتنا صراعاً متزايداً وتحتاج لشخصية قادرة للتعامل مع الأزمات بكل حنكة وقدرة وسرعة نراها كلها متجسدة في شخصية سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان. النجاح الباهر للجولة الخارجية الأولى لسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان تؤكد للجميع بأن بلادنا تسير نحو المستقبل بكل ثقة واقتدار، وبأن الإصلاحات الاقتصادية التي تبناها سمو ولي العهد تسير بالبلاد نحو حقبة جديدة وضرورية ومُلحة في تقليل اعتماد ميزانية الدولة العامة على قطاع النفط غير المستقر والمتذبذب السعر بين الفينة والأخرى. القيمة المضافة والمهمة للغاية في سياسات سمو ولي العهد الإصلاحية لبنية الاقتصاد السعودي هي العمل لتحويله من اقتصاد استهلاكي إلى اقتصاد منتج من خلال شراكات مع العديد من دول العالم لنقل خبراتها إلى السوق السعودي في العديد من المجالات منها على سبيل المثال لا الحصر، الترفيه، السياحة، والصناعات العسكرية. ولعل خطط استغلال الطاقة النووية للاستخدامات السلمية كإنتاج الكهرباء وتحلية المياه، هي من أهم المشاريع الطموحة التي يعمل سمو ولي العهد لتنفيذها بأسرع وقت وذلك لوقف الاعتماد الكلي لكل من قطاعي الكهرباء وتحلية المياه في تشغيلهما على البترول، حيث يستهلك هذان القطاعان كمية هائلة من المنتوج البترولي للمملكة.
كل المؤشرات توضح بأن خطط ولي العهد لإعادة هيكلة الاقتصاد السعودي تسير بخطى واثقة ومدروسة ومتسارعة ونرى نتائجها الإيجابية المرئية في بدء مشاركة فاعلة وحقيقية وللمرة الأولى للقطاع الخاص في توفير فرص وظيفية مميزة لطالبي الوظائف من السعوديين والسعوديات. فمؤشر المشاركة الفاعلة للقطاع الخاص في النمو الكلي لاقتصاد الدول هو دليل يعتد به من قبل الاقتصاديين بأن المسيرة الاقتصادية تسير نحو النمو الحقيقي والرفاهية. سيكتب التاريخ بأن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده سمو الأمير محمد بن سلمان نقلا المملكة إلى مرحلة جديدة من القوة الاقتصادية والتأثير السياسي في المنطقة والإقليم بشكل يضمن للمملكة بعد توفيق الله بأن تكون الدولة الرائدة باستمرار في المنطقة وفي كافة المجالات مستندة على ماض تليد لمستقبل مشرق جديد منفتح على العالم، ومع تمسكها بثوابتها الدينية التي هي مصدر فخرها ومنعتها واعتزازها.