علي الشدي
حينما تتلقى خبر وفاة شخص من الأشخاص تحاول أن تستحضر صفاته الطيبة فتجدها أحياناً أكثر من أن تحصى.. وإذا كان المتوفى عالماً فاضلاً مثل معالي الشيخ منصور بن حمد المالك فإن المهمة تكون أصعب إذا أردت أن تجد صفة تجمع بها صفاته الحسنة لتضعها عنواناً لمقال يكتب عنه.. وهذا ما وقعت فيه حتى تذكرت الحديث الشريف الذي ورد عن رسولنا العظيم بما يؤكد (أن الجليس الصالح كحامل المسك إما أن يحذيك أو تبتاع منه أو تجد منه ريحاً طيباً) والشيخ منصور المالك نحسبه والله حسيبه يحمل هذه الصفات فهو إن صافحته أقبل عليك والبسمة على محياه وإن حاولت تقبيل رأسه حاول تحاشي ذلك بلطف وإن وجد إصراراً منك استجاب لرغبتك.. ثم إذا تحدث إليك سمعت صوتاً هادئاً ومريحاً يسأل عنك وعن أسرتك.. وإذا تطرق للشأن العام نصح وأرشد وقدم مصلحة الدين ثم الوطن على ما سواهما ولم يعرف عنه مرة واحدة أنه دخل في مناقشات متشنجة مع أوضد أي طيف من أطياف المجتمع.. أما الواجبات الاجتماعية التي يتقاعس عنها الكثيرون فنجده يلبي الدعوات بتواضع حقيقي ويتقدم مجموعة من أسرة المالك لأداء واجبات الأفراح والأتراح.. وعلى مستوى أسرته يرأس أسبوعياً اجتماعهم الذي يحضره الكبير والصغير وأصدقاء الأسرة ولقد حضرت هذا المجلس أكثر من مرة فإذا الشيخ منصور يرحب بالجميع ويتحدث عن أهمية صلة الرحم ويعطي لأصدقاء الأسرة الحاضرين اهتماماً خاصاً.. وبعد الحديث عن الجانب الاجتماعي أجد من الأهمية التحدث عن العمل الرسمي للفقيد في ديوان المظالم الذي يعتبر رمزاً لحرص هذه الدولة على العدل ورفع المظالم ولقد كان خير مثال للمسؤول الذي يزرع الثقة في نفوس المتعاملين مع الديوان بأن مظالمهم في يد عادلة وأمينة.
وأخيراً: رحم الله الشيخ منصور بن حمد المالك وأسكنه فسيح جناته والتعازي لكل فرد من أفراد أسرة المالك ولأبنائه الكرام ولمحبي الشيخ منصور وأصدقاء الأسرة وهم كثر.. والمؤمل أن تحافظ هذه الأسرة على القيام بالواجبات الاجتماعية وصلة الرحم كما كان عميدها الراحل الذي يستحق فعلاً بصفاته التي ذكرت بعضها لقب (حامل المسك) المنصوص عليه في الحديث الذي أشرت إليه في بداية هذه المشاركة المتواضعة لتأبين رجل يستحق أن تسجل مسيرته في كتاب يصدره أبناؤه الكرام ليستفيد منه الجميع وخاصة الشباب.