فوزية الجار الله
برنامج «معالي المواطن» من البرامج المحلية الجيدة الفاعلة؛ حيث استطاع طرح وتقديم العديد من القضايا المحلية المهمة، مقدم البرنامج «علي العلياني» شخص غني عن التعريف فقد كانت له صولات وجولات في كثير من القضايا الوطنية المهمة، وأيضاً تلك المشكلات التي تشي بها كارثة الفساد في بداية عمله على رأسها سيول جدة.
مؤخراً تابعت تلك الحلقة التي طرح فيها موضوعاً عن المؤسسة العامة للمتقاعدين قام من خلاله باستقبال بعض الشخصيات والخبراء الاقتصاديين، كالمعتاد في مثل هذه القضايا تم تقديم تقرير يقول بأن أحوال المؤسسة العامة للمتقاعدين غير جيدة وأن مستقبلها لا يوحي بخير وأنها قد تصبح عاجزة عن سداد رواتب المتقاعدين!.
أظهرت بيانات حديثة صادرة عن الهيئة العامة للإحصاء أن عدد العاملين في الدولة بنهاية العام الماضي 1438هـ بلغ حوالي 1.52 مليون موظف ومستخدم، وإذا علمنا بأن المبلغ المقتطع شهريا من راتب كل موظف هو 9% (تسعة في المائة) شهرياً فلنا أن نتخيل تلك المبالغ المحولة شهرياً، وبالتالي سنوياً من موظفي القطاع العام كافة.
في المقابل ما الذي قدمته المؤسسة العامة للمتقاعدين لمنسوبيها؟ عدا مركز الأمير سلمان الذي يهتم بكبار السن ويقدم لهم الخدمات بمبالغ رمزية لا يوجد شيء آخر!.
حال المؤسسة هذا يجعلني أفهم إلى حد ما ذلك الاقتراح الذي تقدم به أحد الأشخاص المسؤولين منذ فترة، والذي اقترح فيه بأن يدفع المتقاعدون مبالغ للحصول على مراكز ونواد رياضية وترفيهية، إذاً أين ذهبت تلك المبالغ التي حولت إلى مؤسسة التقاعد والمقتطعة من رواتبهم طوال السنين الماضية إذا كنتم تطالبونهم بالدفع مرة أخرى لتوفير خدمات لهم؟!.
يقول مقدم البرنامج بأن المسؤول عن المؤسسة اعتذر عن المشاركة حتى يتم إعداد استراتيجية المؤسسة التي يتم إعدادها من قبل مديرها منذ حوالي عام ونصف، وهذا أمر يثير الضحك، هل يعقل بأن مؤسسة التقاعد التي مضى على إنشائها حوالي ستين عاماً حيث كانت هي ذاتها المصلحة العامة للتقاعد وتم تحويلها إلى مؤسسة في عام 1423هـ.. مع ملاحظة ان أول نظام للتقاعد في المملكة صدر في عام 1364هـ أي منذ حوالي خمسة وسبعين عاماً، هل يعقل أن هذه المؤسسة لم تعتمد استراتيجية واضحة طوال تلك السنين الماضية، أكثر من نصف قرن من الزمان؟!.
الأمر المدهش ولا أود أن أقول السيئ أننا خرجنا من حلقة البرنامج ولم نفهم شيئاً، حيث كان الموضوع يلفه الغموض، ولم يتم تقديم إجابات للأسئلة التي تم طرحها في مقدمة البرنامج: ما الذي يجري داخل المؤسسة العامة للتقاعد؟ وما الذي تم بشأن استثماراتها؟ ولماذا هي مهددة بالعجز؟ وهل صحيح أنها قد لا تتمكن من دفع رواتب الموظفين بعد خمس سنوات؟ ومن هو المسؤول أو من هم المسؤولون؟ وهل ستتم محاسبتهم وكيف؟ وأخيراً ما هو مستقبل المتقاعدين؟!.