فهد بن جليد
في الكويت، ظهرت فكرة تطبيق «درِّسني» أو التعليم الفوري والسريع، المجانية، حسب الطلب الذي يهدف إلى دعم طلاب التعليم العام والجامعي في أي مكان في العالم، وربطهم بأساتذة ومُعلمين مُتخصصين يجيبون عن أسئلتهم ويشرحون لهم الدروس التي لا يعرفونها، ويُساعدونهم في حل واجباتهم عبر منصات تفاعلية، وهو يعد أول برنامج تفاعلي من نوعه يُسخر التقنية لصالح زيادة العلم والمعرفة عبر ربط مباشر بين الطلاب والمعلمين المشتركين في الخدمة برسوم رمزية، كبديل آمن وسريع وشخصي فيه خصوصية تتكيف مع ظروف الطالب ووقته، واحتياجه وتنوع المسائل بين مُختلف المواد، ليُهدِّد هذا التطبيق «المُدرس الخصوصي» وربما دفعه للانقراض قريباً، فأنت تستطيع الاشتراك في الخدمة لتحظى بنخبة من المعلمين من مختلف الدول العربية للمواد كافة، وفي الأوقات التي تناسبك، كما يمكنك تقييم المدرس وتغييره، أو طلب إعادة الشرح أكثر من مرة.
أصحاب هذا التطبيق يُعرِّفون أنفسهم بأنَّهم فريق من المتخصصين في مجال التعليم والتكنولوجيا وطلاب عانوا من قصور الخدمات التعليمية التقليدية، ولديهم شغف لتطوير حلول تعليمية مبتكرة في منطقتنا، بهدف تسهيل طلب العلم عبر التكنولوجيا، قد تبدو الفكرة جديدة ويمكن تطبيقها بصور مختلفة لتناسب احتياجات كل مجتمع أو مدرسة، في عالم التقنية ووسائل التواصل الاجتماعي توجد العديد من البرامج والتطبيقات المجانية التي لا يدفع الطالب مقابل تحميلها إطلاقاً, لتقدم له نماذج محلولة للواجبات المدرسية للمواد والمراحل التعليمية كافة في المملكة, ولعل أشهرها تطبيق (حلول) على الأجهزة الذكية, الذي يقدم الحلول النموذجية والصحيحة لجميع المسائل والواجبات للمقررات كافة في مدارس السعودية ولجميع المراحل عبر صفحات PDF، وهو ما يزيد من تحول الكثير من الطلاب إلى التلقين، مع تساهل أولياء الأمور بالتخلص من المشكلة بنسخ حلول الواجبات الصحيحة من دون فهم أو شرح.
هذه التطبيقات -برأيي- تقتل الإبداع في الغالب والفهم والإدراك عند الطلاب، وتزيد من انخفاض مستوى التفكير والحيوية لديهم، مما يُعزز مسألة التلقين والنقل دون فهم، وهو ما يُهدِّد على المدى البعيد مخرجات التعليم لدينا، مما يتطلب إعادة تقييمها أكثر، حتى لو لزم الأمر منع انتشارها لأنَّ ضررها أكثر من فائدتها، فنحن لا نبحث عن حلول تقنية وتكنولوجية فقط، بقدر حاجتنا إلى الفهم باستخدام هذه التقنيات، مع تقديري لكل جهد بُذل فيها، وهدفها التربوي بمجانية تحميلها والاستفادة منها.
وعلى دروب الخير نلتقي.