عبده الأسمري
قد تتعادل الرؤية بين المواطن وصاحب الصلاحية في إيصال صوته ما بين حق وواجب وقد تتعاكس هذه المعادلة إذا اختلطت بشوائب المصالح أو الذاتية أو التخاذل..
لا يزال المواطنون يتأملون من مجلس الشورى أن يكون قناة «الصوت الشعبي» ومسار «الهم الوطني» وصدى «المطلب الإنساني» ومع كل جلسة للمجلس تتزايد الأمنيات في أعقاب الموافقة على توصية أو وصول أخرى إلى طاولة القرار العليا أو خروج ثالثة بأمر ينعكس بالبشرى.
ولكن بعض المطامح باتت مغلفة بالتجاهل وأخرى في طي النسيان في ظل توصيات شملت أموراً ثانوية ودخلت بعضها في دائرة «السخرية» بسبب وضعها تحت مجهر النقاش وهي في إطار الهوامش..
تجاوزت المشكلة قبة الشورى وما يدور تحتها إلى ما يحتفظ به أعضاء وعضوات الشورى من «بخل غريب» و»تقتير أغرب» لإخراج توصيات تصلهم ومطالب تأتيهم عبر تواصلهم الشعبي وأيضاً من خلال اطلاع العضو والعضوة على ميادين الحياة العامة وما يكتنف الشارع من هموم وقضايا وفي ظل ذلك فإن هنالك أسباباً مجتمعة لهذا الصمت والوجوم تندرج تحت التجاهل ناهيك عن برود ذاتي يتعلّق بحصول العضو والعضوة على مميزاته وكأنه جاء إلى الشورى في نزهة أو في ترفيه مؤقت.. فالبعض وهذه حقيقة بات لا يكترث بواجبه ودوره.
هنالك بعد آخر يتعلّق بأن بعض الأعضاء والعضوات وهم قلة حالياً ولكن وجود رقم واحد أو اثنين يشكل أزمة ثقة تزحزح مكانة المجلس البرلماني الأقوى يتمثّل في موجة غرور جعلت البعض متوهماً أن الشورى ميزه تدفعه لأن يتحدث مع الجميع من برج عاجي أو من درجة أعلى متخذاً الصفة للسمو الذاتي بعيداً عن جوهر المهمة التي تحصر عضو وعضو الشورى (في خدمة المواطن والمواطنة « صوتاً وصدى ومتابعة ومناقشة.
من العملي والحيوي والاحترافي أن يتم تغيير وتبديل دائم للشوريين والشوريات زاد في شموليته الفترة الأخيرة مما ينبئ بوجود متابعة للجهود والإنتاج الخاص بالأعضاء والعضوات الأمر الذي جعل البعض متفوقاً والآخر مجتهداً مع ركود شابه الغرور سيطر على ثلة منهم ونوع بات وجوده من باب إكمال النصاب فقط.
هذا لا يعني أن عدم وجود أعضاء وعضوات مميزين ولكن وجود القلة تزعزع الثقة إذا ما قارنا المنتج بأحلام شعب وطموحات وطن وأصداء أصحاب هموم.
لن أسلط الضوء على حادثة أو حادثتين ولكني أعلم أن بعض الأعضاء والعضوات لا يزالون يفكرون بمهمة «التشريف» محولين العضوية إلى واجهة للفوقية حتى إن بعضهم وبعضهن تغيّرت شخصياتهم بمجرد اختيارهم في الشورى وتأثرت قاعات عملهم في الجامعات بالغياب والأعذار وحتى التساهل والتغافل عن إتمام العمل كما كان عليه ووفق ما يجب وسعى آخرون إلى صعود سلالم الترقيات بالمنصب الجديد. ونوع يشبع المجالس والأماكن بعضويته اعتزازاً بالنفس دون العمل الحقيقي فأين أعمال وإنتاج هؤلاء أم أنهم يريدون فترة عز شخصي مؤقت وتلميع للسيرة الذاتية فقط!
أتمنى أن تكون لدى الشورى وسيلة مفتوحة ومتاحة لاستقبال الشكاوي ومطالب المستقبل وأن تستقبل الآراء حول تعامل الأعضاء والعضوات مع الجمهور وفعاليتهم إنسانياً وعملياً مع أهمية أن تكون هنالك مشافهة ومصارحة ومتابعة لعمل الأعضاء والعضوات وتقييم مستمر فالفساد لا يتعلّق باستغلال المال العام والسطو عليه والرشوة والتزوير فحسب، بل إن هنالك فساداً يتعلّق بسوء استخدام السلطة وآخر يندرج تحت مفهوم الخذلان والتقاعس ونوع أخير يتمحور في سوء التعامل مع الجمهور والفوقية والتعالي خصوصاً إذا ما تعلقت المسؤولية بخدمة الجمهور.. هنا تكون المسألة «أدهى وأمر»!!