يوسف بن محمد العتيق
الجولة المهمة التي قام بها هذه الأيام صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز في قارتي إفريقيا وأوروبا، لجمهورية مصر العربية وبريطانيا المملكة التي لا تغيب عنها الشمس تقدم لنا معلومة مهمة في السياسة والتاريخ، تقول هذه المعلومة باختصار: إن الدول المهمة وذات العمق الاستراتيجي والعلاقة الخاصة مع المملكة العربية السعودية لا تتغير مع تغير الوقت، وهي علاقة باقية مهما حدث عوامل مؤثرة هنا أو هناك.
فجمهورية مصر العربية ذات الثقل العربي والإسلامي والدولي الكبير منذ عهد المؤسس وهي تمثل شقيقا مهما للسعودية منذ عهد الملك المؤسس وحتى يومنا هذا، وحتى ولو حدث اختلاف بين هاتين الدولتين فهو يمثل اختلاف الفرسان الذين يختلفون بشرف ويعودون ويجمعهم أكبر مما يفرقهم.
وكما قال سمو ولي العهد عن مصر (مصر عندما تقوم فالمنطقة كلها تستطيع أن تنهض) هذه هي مصر باختصار.
وهكذا بريطانيا ذات الثقل العالمي والعمق التاريخي الكبير فهي بالوضع نفسه مع السعودية، ولا زال في الذاكرة التاريخية أن الملك عبدالعزيز طيب الله ثراه، وهو في قمة حروب التأسيس والتوحيد وقبل أن تكتمل عملية ضم أجزاء هذا الوطن بعضه إلى بعض أرسل ابنه الأمير فيصل (الملك فيما بعد) وهو في أول مرحلة الشباب ليشارك بريطانيا (نيابة عن والده الملك المؤسس) احتفالها في الانتصار في الحرب العالمية الأولى سنة (1919م).
وكلنا يشاهد عبر المدونات التاريخية أنه لا يأت ملك سعودي إلا ولابد أن يحط رحاله في القاهرة ولابد من أن يزور لندن لأن العلاقة مع هذه الدول علاقة تاريخية واستراتيجية وشراكة تخدم البشرية.
هذه هي إحدى رسائل هذه الجولة المهمة لسمو ولي العهد أن الدول ذات التاريخ والعمق الاستراتيجي لها ثقلها في العالم ولا تزيده الأيام إلا رسوخا، ولها ثقلها لدينا، وفي الوقت نفسه لنا ثقلنا لديهم.