فهد بن جليد
لديَّ قناعة بأنَّ أي رغبة حقيقية في مواجهة داء تقليد المنتجات والبضائع المغشوشة بأنواعها وأشكالها وماركاتها كافة, تكمن في ضبط مكائن الطباعة التي تملكها هذه
(العمالة المخالفة) وبعض ضعاف النفوس، الذين يقومون بطابعة الاستكرات والكراتين والمغلفات والملصقات ليقوم هؤلاء المجرمين بإكمال عمليات التزوير والغش التجاري، ومن ثم إغراق الأسواق بالمنتجات الغذائية كافة والحلوى والمتسحضرات التجميلية ومواد التنظيف، وحتى الأدوية التي لم تسلم هي الأخرى من أساليب الغش.. إلخ, ويتفق معي في هذا الرأي بقوة كثير من المختصين الذين قابلتهم.
الخطوة الأولى حصر مكائن الطباعة الموجودة في الأسواق وترقيمها, الخطوة الثانية إعادة ضبط كيفية تأمين وتصنيع كميات الورق التي يستخدمها هؤلاء، ومعرفة أين هذه المكائن ومن المسؤول عنها، وضبط أوامر تشغيلها ووضع إجراءات لها -بعيداً عن العشوائية- التي منحت هذه العمالة القدرة والإمكانية للحصول على كل ما يريدونه بسهولة لإكمال مشروعهم الضار باقتصادنا الوطني، وسلامتنا ويهدد صحة المستهلكين، الخطوة الأخيرة بعد سلسلة الإجراءات تلك: تجريم تشغيل أي ماكينة طباعة دون ترخيص أو إذن رسمي، هؤلاء قد يستخدمون أماكن معزولة ومستودعات لتخزين هذه المكائن وتشغيلها، ولو وجهت بعض الجهود لضبط هذه المسألة بمعرفة كيفية وصول الورق وطباعتها عن طريق من يتم ضبطه من المخالفين بالتوازي مع الحملات الموفقة والمسدَّدة لمكافحة البضائع المقلدة, لقطعنا نصف الطريق وتمكنَّا من حل جزء كبير من المشكلة التي قد تتنامى غداً، وتكبر لتتجاوز مجرَّد طباعة المغلفات والكراتين والملصقات, خصوصاً أنَّ هناك حديثاً عن (كود معين أو شفرة سرية) يمكن من خلالها معرفة نوع ورقم ماكينة الطباعة (المكائن الضخمة) لتسهل معرفة أين طبعت كل ورقة أو كرتون أو ملصق، مما يسهل عملية المتابعة والرقابة والضبط.
ما يتم تداوله من قصص في السوق حول كيفية امتلاك بعض هذه العمالة لمكائن طباعة (باهظة الثمن) مثير وغريب، لناحية كيف تمكنوا من استيرادها منذ عدت سنوات على أساس أنَّها (رجيع تالف أو قطع غيار) من بعض الدول، بينما يقومون بتصليحها لاحقاً لتعمل في الخفاء، وتغرق الأسواق بكراتين وملصقات ومغلفات البضائع المقلدة, وهو ما يؤكد أنَّنا نواجه عصابات منظمة تعمل بتخطيط مسبق, وليست ممارسات عشوائية، ما يتطلب تركيز الجهود على تجفيف موارد تلك المطابع (الورق والحبر) حتى نتمكن من حصر المخالف منها وتجميد نشاطه.
وعلى دروب الخير نلتقي.