د. أحمد الفراج
ما أكثر الذين يحلمون بعزل الرئيس دونالد ترمب، ففي الداخل الأمريكي، هناك الديمقراطيون، خصوصًا اليسار الديمقراطي، وهم الغلاة من أيتام باراك أوباما، الذين يرون أنه أفضل رئيس على الإطلاق، وهناك أنظمة سياسية أجنبية، تحلم بعزل ترمب، وتتمنى عودة ربيع أوباما، ويأتي في مقدمتها نظام ملالي طهران، الذي وجد ضالته في أوباما، وتمنى أن يبقى رئيسا لأمريكا مدى الحياة، ولا ننسى نظام الحمدين في قطر، الذي فقد الكثير من الدعم والمساندة، منذ رحيل أوباما، وتساند الديمقراطيين، ونظامي إيران وقطر، في حربهم على ترمب، وسائل إعلام ضخمة وجبارة، يأتي على رأسها أيقونة الإعلام العالمي، قناة سي ان ان، ومعها معقل اليسار الأمريكي، قناة ام اس ان بي سي، وتمدهم صحيفة النيويورك تايمز بما يحتاجون من تقارير ومقالات، وهي الصحيفة العالمية، التي سخرت كل طاقاتها للحرب على ترامب، وهي الصحيفة ذاتها، التي كانت، ولمدة ثماني سنوات، تبارك كل خطوة يخطوها باراك أوباما، وتنتقده أحيانًا على استحياء.
وما ينقص من هجوم على ترمب، تقوم جريدة الواشنطن بوست بإكماله، في تناغم عجيب، لا ينقصه التصيد والانحياز الفاضح، ولا يعني هذا أنني أدافع عن ترمب، أو أنه بلا خطيئة، فهو ارتكب، ولا يزال يرتكب الكثير من الأخطاء، ويقدم الهدايا لخصومه، نتيجة لنرجسيته وعناده، ولكن دعونا نتجاوز تغطيات إعلام اليسار لترمب، ونستعرض إنجازات الرئيسين، أوباما وترمب، ويكون الحكم لكم، مع الأخذ في الاعتبار، أن الأول أمضى ثماني سنوات في البيت الأبيض، والثاني حكم لمدة سنة ونيف حتى اليوم، فالسجلات تقول إن أوباما أنجز الإتفاق النووي مع إيران، ودعم الثورات العربية، وسعى لتمكين تنظيم الإخوان من حكم العالم العربي، وترون نتائج كل ذلك ماثلة لكم اليوم، خصوصًا في لبنان وليبيا وسوريا، التي خذلها في اللحظة الأخيرة.
أما ترمب، فاستطاع خلال عام واحد، أن يعيد بوصلة التحالف بين أمريكا وحلفائها في الخليج، وهو التحالف، الذي وصل إلى أدنى مستوياته خلال فترة أوباما، وكان من نتائج ذلك أن تقلص خطر حركات الإرهاب، داعش وأخواتها، إلى حد كبير، فكيف كانت داعش قبل عام، وكيف أصبحت اليوم، كما استطاع ترمب أن يعيد السياسة الخشنة، تجاه سياسة إيران التوسعية، ويصر على إعادة صياغة الاتفاق النووي، وهو الأمر الذي ساهم في تسارع تطورات الوضع السوري، كما أن ترمب، وفي مفاجأة كبرى وتاريخية، سيلتقي زعيم كوريا الشمالية، الأمر الذي قد يعني بداية حل أزمة خطيرة، في بقعة ملتهبة من هذا العالم المضطرب، أما في الداخل الأمريكي، فالأرقام تقول إن نسبة البطالة انخفضت إلى مستوى غير مسبوق، كما استطاع ترمب أن يقنع بعض الشركات الأمريكية الكبرى بنقل مصانعها وأعمالها إلى الداخل الأمريكي، وهذه لغة أرقام لا تكذب، والخلاصة هي أنني لا اصطف مع ترمب أو ضد أوباما، ولا ينطلي عليّ تضليل إعلام اليسار، بل أنظر إلى الإنجازات والأرقام، ثم أحكم من خلال ذلك، وهذا ما يستسحن أن يفعله الجميع!.