إبراهيم بن سعد الماجد
لا أميل، بل لا أؤيد إطلاق المسميات هكذا جُزافاً، على الأماكن والمعالم، بل الأشخاص ما لم يكن هناك مستند يؤيد ذلك.
عنيزة حملت هذا اللقب المهم والجميل والأخلاقي، فهل يا تُرى عندما خلعه عليها أمير المنطقة الأمير الدكتور فيصل بن مشعل كان لقباً مستحقاً؟ لن استعجل الإجابة، ولن أجامل أهلي في عنيزة الوفاء والعطاء، والذين أحمل لهم في قلبي الكثير من المشاعر الجياشة، وليتني أستطيع أن أحصيهم لأزين بهم هذه المقالة، ولكنني أعلم أن كل فرد أعنيه يعلم أنني أعنيه، فالقلوب كما يُقال - شواهد -.
حضرتُ قبل أيام المؤتمر الدولي الثالث لخبراء الإعاقة والتأهيل المنعقد في محافظة عنيزة والذي افتتحه سمو أمير المنطقة، هذا المؤتمر الذي يُنظم للمرة الثالثة على التوالي في هذه المحافظة، يعطي مؤشراً على أن هذه المحافظة تُعنى بشكل مباشر بأي عمل إنساني خاصة للفئات الأكثر حاجة.
حتى نستجلي الحقيقة ونعرف هذه المحافظة وأحقيتها في هذا اللقب من عدمه نستعرض بعض المؤسسات القائمة والمؤسسات التي في طور الإنشاء وهي:
1- مجمع علي الجفالي للرعاية والتأهيل.
2- مركز الشيخ علي التميمي للتوحد.
3- مركز الشيخ محمد السعدي للطفولة والتدخل المبكر.
4- مركز الخنينية للتمكين الوظيفي والاجتماعي.
5- مركز السمع والكلام.
6- مستشفى التأهيل الحركي.
7- مركز التأهيل المجتمعي.
8- مركز متلازمة داون.
9- مجمع رياضي لذوي الإعاقة.
10- مركز الإعاقات الشديدة - إناث -.
11- مركز الإعاقات الشديدة - رجال -.
كل هذه المؤسسات، مؤسسات إنسانية بحتة، تسعى لخير ونفع هؤلاء الذين يحتاجون إلى مؤسسات نوعية تقدم خدمات نوعية، قد تكون غير متوافرة في أي مكان، بل إنها فعلاً غير متوافرة، وإذا وجد منها شيء فهو قليل وباهظ التكاليف.
أكثر من عشر مؤسسات تعمل أو في طور الإنشاء وتحت الدراسة في محافظة واحدة وبدعم خاص من رجال هذه المحافظة، فهل هذا يكفي أن يخلع عليها أمير المنطقة هذا اللقب الجميل؟
عنيزة.. محافظة قد أسميها محافظة الإبداع، فكل ما نشاهده يحمل إبداعاً فريداً وهذا يدل على شيء واحد ألا وهو أن العاملين فيها يعملون بروح الفريق الواحد، ولذا كان الإبداع شعارهم والإنجاز دثارهم.
محافظة الإنسانية.. لقلب نتمنى أن نسمع شبيهاً له في مكانٍ آخر من الوطن، فما أجمل أن ننثر الألقاب على تراب هذا الوطن.. ألقاب تحمل في طياتها حاجات المجتمع المختلفة، وما أجمل التخصص الذي يمنح المزيد من الإبداع والتفرد.
أعود إلى ما بدأت به هذه المقالة متسائلاً:
هل تستحق عنيزة لقلب محافظة الإنسانية؟
هل هذه المشاريع الإنسانية حقيقة بالاحتفاء والتقدير من قبل أمير المنطقة، ومن كل مواطن مخلص لوطنه؟
حقيقة - أنا - منبهر إلى حد الذهول من هذا السباق الإنساني بين رجال العلم والمال في محافظة عنيزة، وعفواً إن قلت «رجال» ولم أشرك النساء فاللفظ للعموم، فنساء عنيزة لهن حضورهن المميز كذلك، بل واللافت.
تحية لعنيزة وأهلها الذين يحملون على صدورهم شرف أن محافظتهم - محافظة الإنسانية - وشكراً لمن خلع عليها هذا اللقب الأجمل على الإطلاق.