سليمان الجعيلان
يتحدد نهاية هذا الأسبوع مدى قدرة فريق الهلال على التمسك بالصدارة، ومواصلة المنافسة على بطولة الدوري، عندما يخوض فريق الهلال يوم الجمعة القادمة الاختبار الثاني أمام فريق القادسية بعد أن فشل الهلال في تجاوز الاختبار الأول أمام فريق الاتفاق الجمعة الماضية، وقبل المواجهة المرتقبة التي ستجمع فريق الهلال أمام منافسه على صدارة الدوري فريق الأهلي في 7 إبريل القادم على ملعب استاد الملك عبدالله بجدة، التي كان من المنتظر والمفترض أن يصل إليها فريق الهلال وهو محافظ على فارق النقاط الأربع بعيدًا عن الحسابات المعقدة، ولكن إدارة وبعض لاعبي الهلال كان لهم رأي آخر، هو العودة إلى عدم الإحساس بالمسؤولية، وإلى الفشل في التعامل مع المباريات الحساسة، والإصرار على عدم الجدية، وافتقاد الروح القتالية التي كانت يمكن أن تعوض الفوضى الفنية والمهزلة التدريبية في الفريق في مباراته أمام الاتفاق لو وجد لاعبو الهلال رئيسًا أو إداريًّا ينفض عنهم غبار تبلُّد الإحساس، ويساعدهم لينتفضوا من أجل شعار ناديهم وجمهور فريقهم!!..
حقيقة، ما حدث لفريق الهلال أمام الاتفاق من انتكاسة فنية وخسارة محبطة هي نتيجة متوقعة لعجز العمل الإداري عن تعويض الإخفاق الفني، وهو نتاج طبيعي لسوء التجهيز والتحضير المعنوي والنفسي في الهلال قبل مباراة مهمة ومؤثرة على مسيرة فريق الهلال في الدوري.. فمن شاهد المباراة يشعر بأن لاعبي الاتفاق بروحهم العالية وحماسهم الكبير هم من ينافس على بطولة الدوري، وأن بعض لاعبي الهلال دخلوا المباراة لتأدية واجب إكمال مباريات الدوري فقط. وهذا خلل إداري واضح منذ سنوات عدة، ولكن إدارة نادي الهلال ما زالت تكابر بعدم الاعتراف به!!..
صحيح إن الأمير نواف بن سعد تفوق بتقليص ديون نادي الهلال، وصحيح إن الأمير نواف بن سعد تميز بتسديد الالتزامات المالية التي على نادي الهلال، وصحيح إن الأمير نواف بن سعد تفرد بملاحقة المسيئين عند الجهات المختصة، وأوقف الإساءات على نادي الهلال.. ولكن - وبكل صراحة ووضوح - أيضًا الأمير نواف بن سعد فشل في توفير الكفاءات والأدوات التي تزرع وتصنع الروح والحماس داخل فريق الهلال الذي دائمًا ما يكمل النقص التدريبي، ويعوض الإخفاق الفني كما يحدث في أندية أخرى. وكذلك الأمير نواف بن سعد أخفق في إيقاف واجتثاث عبث بعض لاعبي الهلال الذين أصبح دورهم ومهمتهم في المباريات التلاعب بمشاعر جماهير الهلال، ومع ذلك ما زالوا يجدون مَن يتعاطف معهم، ويدافع عنهم بكل أسف!!..
على كل حال، لقد خلص الكلام في الهلال بعد أن أصبحت الحلول لإنقاذ ما يمكن إنقاذه محدودة، إن لم تكن باتت معدومة، خاصة أنه كان بالإمكان أن تكون الظروف والضغوط قبل مواجهة الهلال والأهلي يوم 7 إبريل على لاعبي الأهلي صعبة وكبيرة، وهي ألا يُتوَّج فريق الهلال بالدوري من أمامهم كما حدث في مباراة الفريقين في الدور الثاني العام الماضي على ملعب استاد الملك فهد عندما دخل لاعبو الأهلي، وكان كل هاجسهم واهتمامهم ألا يُتوَّج الهلال بطلاً للدوري من أمامهم كما أقر واعترف حارس الأهلي ياسر المسيليم بتصريحات إعلامية بعد المباراة عندما قال: «نجحنا في عدم تتويج الهلال أمامنا»، ولكن بعد الذي حصل وصار في مباراة الهلال والاتفاق من فشل إداري وإخفاق فني في التعامل مع أهمية وحساسية المباراة أقول بكل تجرد: الآن لا يمكن الرهان على فريق الهلال إلا إذا كان لرئيس نادي الهلال الأمير نواف بن سعد كلام آخر قبل فوات الأوان بإعادة النظر ببعض القناعات والقرارات!!
نقاط سريعة
** أي قراءة فنية وأي نظرة تدريبية تتجاهل حماس وروح اللاعب محمد كنو، وتجازف بإشراك محمد الشلهوب في مباراة مارَسَ فيها لاعبو الاتفاق منذ بداية المباراة الضغط بقوة، واستخدام الالتحامات القوية، لا يستطيع محمد الشلهوب تحملها وهو في عز شبابه وقمة عطائه، فكيف الآن؟! سؤال أطرحه على الفنيين والإداريين معًا في فريق الهلال!!
** برر رئيس نادي الهلال الأمير نواف بن سعد بأن أحد أسباب إقالة المدرب الأرجنتيني رامون دياز هو عدم المنهجية الواضحة في مشاركة أو إراحة بعض لاعبي الهلال، وأنها بعيدة عن ارتفاع مستوياتهم أو انخفاض أدائهم.. ولكن الملاحظ أن هذه المشكلة استمرت حتى بعد إقالة رامون دياز!!
** يعود فريق الهلال يوم غد الاثنين إلى استكمال مشواره الآسيوي أمام الريان القطري على أرضه وبين جماهيره.. وكل ما أتمناه وأرجوه ألا تؤثر خسارة الهلال المحبطة أمام الاتفاق على مسيرة الهلال في البطولة الآسيوية.