سعد السعود
أعلنت إدارة الشباب يوم الخميس الماضي إقالة المدرب الأورغواني كارينيو بعد الخسارة من الفريق النصراوي.. والتي حفلت بالأخطاء من المدرب سواءً في تشكيلة البداية أو حتى تغييراته الفنية والتي خالفت مجرى المباراة، حيث قام بإقحام محاور في منتصف الملعب والفريق متأخراً في قراءة لا يمكن تفسيرها.. سوى أنه عبث فني مع سبق الإصرار والترصد.
والحقيقة أن الأورغواني حضر للشباب بوجه وغادر بوجه آخر.. فبعدما كان يملؤه الحماسة والدافعية للعمل قبل فترة الانتقالات الشتوية ليحصد العديد من النقاط ويقدم سلسلة انتصارات مميزة.. إذ بالمدرب يتغير 180 درجة، فاختفت حماسته وظهرت لا مبالاته بل وصل به الأمر إلى الإعلان صراحةً بعدم رغبته بمواصلة العمل بعد الخسارة من الفتح.. وشعوره بالإحباط تجاه أوضاع النادي حسب تعبيره.
وللأسف بدلاً من محاسبته على هذا التصريح الاستفزازي لليوث وغير الاحترافي.. ليزيد الطين بلة بتغيبه عن اليوم التالي للتدريبات.. أقول بدلاً من مساءلته ولفت نظره وجدنا الإدارة تقيم له مأدبة عشاء وتطبب خاطره لعل وعسى.. ولا أدري أي صورة قدمتها الإدارة للمدرب بعد هذا التصرف الضعيف عوضاً عن الحزم والشدة مع الكوتش.
عموماً لست هنا أضع البيض كله في سلة المدرب.. فالحق يقال إن كمية الوعود التي سمعها من مسيري النادي وضعت الشمس له بيد والقمر بالأخرى.. لكن عندما جد الجد وبدأت فترة الانتقالات الشتوية تبخرت كل تلك الوعود.. وتحولت الأماني والأحلام لمجرد سراب.. ليوضع المدرب في وضع لا يحسد عليه مع أدوات لم يختارها ووعود متبخرة.
ولذا وعطفاً على لا مبالاة المدرب في الأسابيع الأخيرة.. علاوة على عدم تقديم أي إضافة فنية.. فضلاً عن عدم رغبته بالاستمرارية.. بعدما أسقط بيده كمية الوعود الوهمية.. ليزيد الأورغواني الأمور سوءاً بما فعله من أمور غير منطقية في لقاء النصر الأخير.. لتتحول المطالبة بالتجديد إلى الاستياء مما قدمه آخر الأيام من عمل بليد.. ليكون الرحيل هو نهاية قصة بدأت بحلم وانتهت بألم وعاشت الجماهير تفاصيل الوهم.
وبظني فلا يلوح بالأفق جديد أو مفيد بقدوم خالد القروني.. فالبيئة التي تئن من الديون لا يمكن أن تكون خصبة للعمل.. والنادي الذي لم يمنح لاعبيه مكافآت الفوز أو المرتبات لشهور لن يتغير حاله في يوم وليلة.. ولذا فالتعويل على المدرب الوطني وسط هذه الظروف ضرب من الجنون.. فلا يملك عصا سحرية ليقلب للسوء ظهر المجن ويعيد الليث للعطاء والفن.. لكن ما يخفف وطأة الأمر هو أن المتبقي ثلاث مباريات ليس إلا.
أما وإن صدقت الأنباء عن استمرار خالد القروني للموسم القادم للبناء كما يتردد فعلينا مبكراً الترحم على موسم جديد للنسيان.. فالقروني مع احترامي لشخصه وتاريخه لم تكن أغلب تجاربه التدريبية ناجحة.. والليث في هذا الوقت الحرج يحتاج مدرباً حقيقاً وكبيراً ليحمل الفريق وليس الفريق هو من يحمله.. وعليه فكل الأماني ألا تقع إدارة النادي بهذا الخطأ الاستراتيجي.. ويكون عملها احترافياً.. أما وإن كانت لا تملك سوى هذا.. وتتعلل بالظروف وفاتورة الموسم المالية فلا أظنها مجبرة على الاستمرار.. بل أني أوكد لها بأن من طالب بقدومها منتصف الموسم هو أول من سيعلو صوته في التنديد بعملها والمناشدة لرحيلها.. فهل تتدارك الوضع ويكون ما تردد مجرد إشاعات وإلا فلتتحمل ما سيأتيها من انتقادات.
قبل الختام
يقول جبران خليل جبران: ليست الظروف وحدها من تحدد مستقبلك، وأيضاً قراراتك.