سلطان بن محمد المالك
البروتوكول في السياسة الدولية إتيكيت خاص بقواعد الدبلوماسية وشؤون الدولة، وهو قاعدة توجِّه الكيفية التي يجب أن يؤدَّى بها تصرُّف أو نشاط ما، خاصة في مجال الدبلوماسية، وفي إظهار الاحترام المناسب لرئيس الدولة. وتطغى عادات الشعوب أثناء الزيارات الرسمية؛ فتحرص دائمًا الدول المضيفة على إكرام ضيوفها الكبار وفقًا لثقافة الشعب المضيف، سواء في أصناف المائدة أو طريقة التحية، ومراسم الاستقبال، إلا إذا طلب الضيف غير ذلك بحسب تقاليده. وفي بعض الاستثناءات قد ترفض الدولة أن يطلب الضيف تغيير طقوسها وبروتوكولاتها؛ فمثلاً رئيس فرنسا لا يستقبل ضيفه إلا في قصر الإليزيه، وفي أمريكا الشيء نفسه؛ يستقبل الرئيس ضيوفه في البيت الأبيض.
الأسبوع الماضي تناقلت كثير من الوسائل الإعلامية بنوع من الاستغراب ما حدث خلال زيارات ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان لمصر ولبريطانيا من كسر للبروتوكولات الرسمية في هذين البلدين. وفي العرف الدبلوماسي يحدث كسر البروتوكول لأسباب عدة، من أهمها: أهمية وقيمة الضيف ودولته للدولة المضيفة. وهذا ما حدث فعلاً في زيارات ولي العهد مؤخرًا؛ فوقوف الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي أمام باب الطائرة، وخروجه من المكان المحدد للاستقبال داخل صالة المطار لاستقبال سموه، يُعد كسرًا للبروتوكول المصري في استقبال الضيوف، ولكن لقيمة المملكة العربية السعودية، وقوة العلاقات الثنائية بين البلدين، وأهمية الضيف (سمو ولي العهد)، تم كسر البروتوكول؛ وخرج الرئيس لاستقباله استقبالاً رسميًّا كبيرًا. تلا ذلك ما تم من توقيع اتفاقيات ثنائية وزيارات ولقاءات رسمية لسموه في مصر، التي قوبل فيها واستُقبل استقبال الرؤساء والملوك.
في بريطانيا حدث الأمر نفسه من خلال لقاء ملكة بريطانيا سمو ولي العهد، ومشاركته الغداء في القصر الملكي، وهو ما يؤكد أهمية الضيف الزائر، وثقله لمملكة بريطانيا، وهو ما أكدته نتائج الزيارة التي أُعلنت من خلال البيان المشترك بين الدولتَيْن، الذي تم خلاله توقيع العديد من الاتفاقيات في مجالات عديدة، مثل: الشراكة الاستراتيجية ودعم رؤية 2030، التسليح العسكري، الأمن والدفاع، الصحة، التعليم، الترفيه، الثقافة، الاستثمار، الطاقة وغيرها.
كسر البروتوكول لا غرابة فيه عندما يكون الضيف بثقل ولي العهد السعودي الذي يمثل خادم الحرمين الشريفين ودولة بثقل ومكانة المملكة العربية السعودية. عاش وطني شامخًا في ظل حكم خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين.