د.عبدالعزيز العمر
لدينا اليوم عشرات الآلاف من المدارس، في هذه المدارس يلتقي مئات الألوف من المعلمين مع الملايين من الطلاب. وعندما يكتمل الوصول الصباحي لهؤلاء الطلاب ومعلميهم إلى مدارسهم يتم إحكام إغلاق باب المدرسة، وبالمثل عندما يدخل الطلاب فصولهم يتم إحكام إغلاق أبواب الفصول، حينها الله وحده هو الذي يعلم ما الذي يجري خلف جدران الفصول.
لا أحد يعلم ما الذي يجري في الفصول او في المدرسة ما لم تقتنص كاميرا جوال احدهم مشهدا تعليميا متخلفا يتم التقاطه من داخل هذا الصندوق الاسود (المدرسة) - تذكروا طالب الاحساء -.
ومع يقيني بأن هناك معلمين جادين ومبدعين مع طلابهم الا انهم ندرة للاسف. اجلس مع ابنك الصغير واسأله عن تفاصيل ما يجري في مدرسته وفي فصله، سوف يفاجئك ابنك بقصص عجيبة ومخجلة، فهذا معلم يعبث بجواله معظم وقت الحصة، وذاك يعنف طفلا باسلوب لا انساني، ومعلم آخر تحول داخل فصله الى خطيب جمعة، واكتفى طلابه بتأدية دور المصلين الصامتين.
طلابنا -للأسف- يحصلون في مدارسهم على تدريس رديء الجودة وهابط النوعية، وهذا أمر تؤكده كثير من البحوث.
بقي ان تعرف ان هذا المستوى المتدني من التدريس يكلفنا سنوياً (50) مليار ريال تقريباً. ولأن المدرسة هي في النهاية مؤسسة اقتصادية تؤدي دوراً محورياً في دفع عجلة الاقتصاد، فليس من العقل أن نسمح لها بالاستمرار في العمل طالما بقيت تستنزف مواردنا المحدودة بلا عائد، عندئذ ليس أمامنا سوى خيارين: إما أن ندعمها لترتقي بأدائها (وهذا عين العقل)، وإما أن نفكر بعقلية رجال المال والاعمال ونغلقها (للتقبيل) ونوفر أموالنا.