«الجزيرة» - عبدالله الفهيد:
بات حي الديرة بالرياض، وتحديدًا المنطقة الاقتصادية، وهي ما تسمى سابقًا بـ «المقيبرة»، مقصد كبار السن وعشاق النخيل، وفي هذه الأيام تحديدًا لشراء لقاح النخيل؛ إذ تشهد ديرة الرياض منذ فترة الصباح إلى غروب الشمس حراجًا لبيع وشراء لقاح النخيل الذي يتم الحصول عليه من النخيل «الفحاحيل»، سواء من نخيل المزارع أو الشوارع والميادين.
مشهد الحراج والبيع يبدو بدائيًّا. وهنا يطالب أحد الباعة من السعوديين أمانة منطقة الرياض بوجوب دعم هذه المناشط الاقتصادية الموسمية، وتخصيص مكان ثابت في هذه المنطقة «الديرة»؛ كونها معروفة ومن أوائل المواقع تاريخيًّا واقتصاديًّا في مدينة الرياض، وعدم مضايقة الباعة بمنعهم ومصادرة بضائعهم الموسمية.
وهنا يتدخل أحد كبار السن وهو يقوم بضرب عذق اللقاح؛ ليشاهد تطايُر البودرة البيضاء ومدى سلامة اللقاح؛ ليشير إلى أن هذه المنطقة لها ذكريات قديمة (يقصد المقيبرة)؛ فقد كانت المركز الإداري والاقتصادي، سواء فيما يخص البيع والشراء، أو انطلاق الرحلات البرية بين مدن المملكة. وهذا الكلام قبل نحو 50 عامًا أو تزيد.
وهنا يرد أحد الباعة ليقول: «هل يعاد لنا صياغة هذا التاريخ، ويُخصص لنا مكان للمنتجات الموسمية؟».