«الجزيرة» - محليات:
أكد معالي الأستاذ الدكتور: سليمان بن عبدالله أبا الخيل، مدير جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، عضو هيئة كبار العلماء، أن المملكة العربية السعودية قامت على التوحيد والعقيد الصافية، والمنهج القويم؛ لذا لا مكان فيها للأحزاب والتجمعات الفاسدة، يقول الله -عز وجل- في محكم التنزيل: (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا)، لذا فقد مكن الله لهذه الدولة المباركة، وأعزها، وأعز بها دينه، ووقفت شامخة صامدة أمام المتغيرات والفتن والتحولات، والثورات والاعتصامات، حتى وُصفت بما هي جديرة به من أنها حديقة في وسط حرائق وإعصارات، فالحمد لله على ما أولى وأسدى وأعطى من الفضائل والكرامات، وهذا ما لم يرق لدعاة الفتن والضلالات، وجماعات الغلو والتطرف واستغلال الأزمات، وعلى رأس تلكم الجماعات والتنظيمات، جماعة لطالما أبدى فيها الناصحون، وحذر منها المشفقون، وكشف مزايداتها وزيفها ولاة الأمر والعلماء، والمحققون، وكان بعض الناس يتحاشون الحديث عنها إحساناً للظن، وانخداعاً بالشعارات والتزييفات، فتمضي الأيام، وتثبت الخطر، وعظم الضرر، وقوة الأثر على مجتمعات المسلمين بعامة وهذه البلاد بخاصة، وكان من أوائل من حذر منها الإمام المؤسس الباني الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن -طيب الله ثراه- حينما عرض عليه التنظيم الدولي إقامة فرع لهم في هذه البلاد الغالية، فأدرك ببصيرته وبعد نظره وحسه الأمني والفكري عظم الخطر، فأمات هذه الفكرة في مهدها فأجاب بحنكته المعهودة فقال: «كلنا إخوان، وكلنا مسلمون»، فذهبت مثلاً في استهداف البنى التحتية للأدلجة الفكرية لهذا التنظيم الخطير، وتوالى ولاة أمرنا وعلماؤنا على هذا الوعي بهذا الخطر، ولأمير الأمن الحكيم صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز -رحمه الله- كلمة حينما وصفهم بقوله: (أقولها من دون تردد: إن مشكلاتنا وإفرازاتنا كلها، وسمها كما شئت جاءت من الإخوان المسلمين، وأقول بحكم مسؤوليتي إن الإخوان المسلمين لما اشتدت عليهم الأمور وعلقت لهم المشانق في دولهم لجأوا إلى المملكة وتحملتهم وصانتهم وحفظت حياتهم -بعد الله- وحفظت كرامتهم ومحارمهم وجعلتهم آمنين، إخواننا في الدول العربية الأخرى قبلوا بالوضع وقالوا إنه لا يجب أن يتحركوا من المملكة، استضفناهم وهذا واجب وحسنة، بعد بقائهم لسنوات بين ظهرانينا وجدنا أنهم يطلبون العمل فأوجدنا لهم السبل، ففيهم مدرسون وعمداء فتحنا أمامهم أبواب المارس وفتحنا لهم الجامعات ولكن للأسف لم ينسوا ارتباطاتهم السابقة فأخذوا يجندون الناس وينشؤون التيارات وأصبحوا ضد المملكة والله يقول في محكم التنزيل: (هل جزاء الإحسان إلا الإحسان)، ثم انتهت هذه البصيرة بالأوامر السامية، والتوجيهات الكريمة، بتصنيف هذه الجماعة وروافدها وفروعها جماعة إرهابية، وقد بين علماؤنا الأفاضل خطر هذه الجماعة الضالة، حيث سئل شيخنا الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز -رحمه الله-: (سماحةَ الشيخ: حركة «الإخوان المسلمين» دخلت المملكة منذ فترة، وأصبح لها نشاط واضح بين طلبة العلم, ما رأيكم في هذه الحركة؟ وما مدى توافقها مع منهج أهل السنة والجماعة؟).
فأجاب الشيخ -رحمه الله-: (حركة الإخوان المسلمين ينتقدها خواص أهل العلم، لأنه ليس عندهم نشاط للدعوة إلى توحيد الله، وعدم التوجيه إلى العقيدة الصحيحة، التي عليها أهل السنة والجماعة، فينبغي للإخوان المسلمين أن يكون عندهم عناية بالدعوة السلفية: الدعوة إلى توحيد الله، وإنكار عبادة القبور، والتعلق بالأموات، والاستغاثة بأهل القبور، كالحسن، والحسين، أو البدوي، أو ما أشبه ذلك، فيجب أن يكون عندهم عناية بهذا الأصل الأصيل، بمعنى: «لا إله إلا الله»، التي هي أصل الدين، وأول ما دعا إليه النبي صلى الله عليه وسلم في مكة، دعا إلى توحيد الله، إلى معنى «لا إله إلا الله»، فكثير من أهل العلم ينتقدون على الإخوان المسلمين هذا الأمر، أي: عدم النشاط في الدعوة إلى توحيد الله، والإخلاص له، وإنكار ما أحدثه الجهال بالتعلق بالأموات، والاستغاثة بهم، والنذر لهم، والذبح لهم، الذي هو الشرك الأكبر, وكذا ينتقدون عليهم عدم العناية بالسنة: تتبع السنة، والعناية بالحديث الشريف، وما كان عليه سلف الأمة في أحكامهم الشرعية، وهناك أشياء كثيرة أسمع الكثير من الإخوان ينتقدونهم فيها).
وقال شيخنا العلامة الشيخ محمد بن عثيمين -رحمه الله-: (ولما ظهرت قضية الإخوان المسلمين الذين يتصرفون بغير حكم الإسلام، ازداد تشويه الإسلام في نظر الغربيين وغير الغربيين، وأعني بهم: أولئك الذين يلقون المتفجرات في صفوف الناس, زعمًا منهم أن هذا من الجهاد في سبيل الله، والحقيقة أنهم أساءوا إلى الإسلام وأهل الإسلام أكثر بكثير مما أحسنوا، ونتج عن فعلهم أن ازداد الكفار نفرة من الإسلام، وأهل الإسلام يكاد الإنسان يغطي وجه لئلا ينسب إلى هذه الطائفة المرجفة المروعة، والإسلام بريء منهم).
وقال العلامة الألباني رحمه الله: (الإخوان المسلمون ينطلقون من هذه القاعدة (يقصد: نعمل فيما اتفقنا عليه ويعذر بعضنا بعضاً فيما اختلفنا فيه التي وضعها لهم رئيسهم الأول (يقصد: حسن البنا)، وعلى إطلاقها (أي: حتى في العقيدة), ولذلك لا تجد فيهم التناصح المستقى من نصوص كتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ ومنها سورة العصر: ((والعصر إن الإنسان لفي خسرٍ إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوا بالحق وتواصوا بِالصبر))؛ هذه السورة كان أصحاب النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا تلاقوا ثم أرادوا أن يتفرقوا قرأ أحدهم هذه السورة؛ لأهميتها, وتواصوا بالحق, وتواصوا بِالصبر؛ فالحق كما تعلم ضد الباطل، والباطل أصولي وفروعي، كل ما خالف الصواب فهو باطل، هذه العبارة هي سبب بقاء الإخوان المسلمين نحو سبعين سنة عمليًا بعيدين فكريًا عن فهم الإسلام فهمًا صحيحًا، وبالتالي بعيدين عن تطبيق الإسلام عمليًا؛ لأن فاقد الشيء لا يعطيه).
وقال شيخنا العلامة الشيخ صالح بن فوزان الفوزان -حفظه الله- في وثيقة خطية: (الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه، رأيي في الإخوان المسلمين أنهم حزبيون يريدون التوصل إلى الحكم ولا يهتمون بالدعوة إلى تصحيح العقيدة ولا يفرقون في أتباعهم بين السني والبدعي).
وقد جاء حديث الشيخ د.سليمان أبا الخيل تعليقاً على تصريح سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله- أثناء تصريحه للصحفيين بجمهورية مصر العربية التي يزورها، حيث قال سموه: «جماعة الإخوان المسلمين تمكنت من السيطرة على مفاصل الإمارة القطرية، وهم أعداء للسعودية ومصر في آن واحد».
كما قال المحدث العلامة أحمد شاكر -رحمه الله- (دعوة الإخوان المسلمين دعوة خبيثة).
وقد عبر د.أبا الخيل عن بعد نظر سمو ولي العهد وعن رؤيته الثاقبة في كشف خطر جماعة تنظيم الإخوان الإرهابية، الذي يروم تفرقة البلدان، ومحاربة مظاهر الصلاح والإصلاح، وما تابعه من وسائل إعلام مغرضة أو تنظيمات إرهابية وجماعات حزبية، فهذا التنظيم والجماعة الخطيرة رأس تلك الجماعات والأم التي فرخت التنظيمات الإرهابية، وكان لمبادئها وأفكارها التي تعاهد منظروها (الإخونج) على أن لا تظل مجرد أفكار، بل سيقدمون لها ما استطاعوا، ويحولونها إلى خطط عمل، إنها جماعة (الإخوان المسلمين) الإرهابية، و ما تفرع عنها من تنظيمات، فهم وراء الأزمات التي تعيشها دول المنطقة، يحركون الفتن بكل وسيلة، لأنه لا يحكمهم مبدأ، ولا يمنعهم معتقد، فالغاية تبرر الوسيلة، وقد يجتمعون مع اختلاف الأفكار والأيديولوجيات إذا توحدت الغاية السياسية، وقد بذلت المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز -حفظهما الله- جهوداً جبارة في خدمة الإسلام والمسلمين، وفي خدمة الحرمين الشريفين، وفي التحذير من خطر الجماعات والتنظيمات الإرهابية وعلى رأسها جماعة تنظيم الإخوان المسلمين، التي أساءت للإسلام والمسلمين، وألحقت الضرر بالأمم والمجتمعات الإسلامية، ولا أدل على ذلك ما تقوم به من عبث وفساد وإفساد في دولة قطر بعد أن استولت على مفاصل الدولة وسيطرت عليها كما أكد ذلك سمو ولي العهد -حفظه الله- في حديثه للصحفيين بالقاهرة.
وفي نهاية تصريحه دعا د.أبا الخيل الله العلي القدير أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده الأمين، وأن يديم على هذا الوطن الغالي أمنه واستقراره إنه سميع مجيب.