فهد بن جليد
هناك (غباء إلكتروني) هكذا أسميته يصيب بعض المُتعاطين والمُتعاملين مع وسائل التواصل الاجتماعي ويسيطر عليهم بشكل خاطئ، خصوصاً لناحية دعم بعض الأفكار التي لا نريدها بإعادة ترديدها، وزيادة انتشار الأخبار الكاذبة والخادعة والمغرضة التي نرفضها ولا نقبلها - نتيجة تصرفات خاطئة - لبعض المُتعاملين العاديين غير المُتخصصين بالتعليق عليها أو إعادة نشرها بطرق غير صحيحة, بينما كان الأولى تركها تموت وتخمد في مكانها.
المُستخدم الواعي هو صمَّام الأمان في وجه كل المحاولات البائسة التي نتعرض لها على وسائل التواصل الاجتماعي، وكثيراً ما طالبتُ هنا بتعليم طلابنا في المدارس كيفية التعاطي الصحيح مع وسائل التواصل الاجتماعي ضمن مناهج دراسية تبين الطُرق الصحيحة والقانونية لمثل هذا المسلك -لتفويت الفُرصة على الأعداء والمُغرضين- من الأفضل أن يكون لدينا مادة دراسية وعملية وتجارب تساعد الطلاب في التمييز بين الأخبار الصحيحة و تلك الخادعة والكاذبة التي يروِّج لها الأعداء والحاقدون, وما هو التصرف الصحيح والمُنتظر حيال ما قد نقرأه وما يكتب عن بلدنا ومجتمعنا، حتى لا نساهم بحسن نية في تحقيق أهداف ومطامع هؤلاء.
يفسر تقرير نشرته مجلة (ساينس العلمية) الخميس سبب انتشار الأخبار الكاذبة (بسرعة وبشكل أوسع) بأنَّه نتيجة قلة الخبرة في كيفية التعاطي الصحيح مع الخبر، فالاستغراب الذي يثيره تداول مثل تلك الأخبار الكاذبة والمغلوطة - على تويتر ووسائل التواصل الاجتماعي الأخرى - إضافة للطرافة التي يخلفها هو ما يجعل الناس تبدأ في المُشاركة في التعبير عن الامتعاض أو الدهشة أو التعليق بالاستغراب، ما يمنح مثل هذه الأخبار أهمية أكثر ويعطيها انتشاراً أوسع من الأخبار الحقيقية والصادقة، التي يتلزم معها الناس بالثقة والترقب مع خليط من مشاعر الحزن أو الفرح حسب نوعية الخبر.
القصص والأخبار الكاذبة تحظى بفرصة الانتشار سبعين بالمائة أكثر من الأخبار الحقيقية والصادقة - بحسب التقرير الذي أعده باحثون في MIT معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا بجامعة كامبريدج - للأسباب السابقة، والحل يحكمه دائماً مستوى الوعي والإدراك والفهم لكيفية التعاطي الصحيح مع التقنية، وهو الاستثمار الأهم اليوم -برأيي- الذي يستحق التركيز عليه أكثر في مراحل التعليم بمدارسنا.
وعلى دروب الخير نلتقي.