د.عبدالعزيز الجار الله
لا نستطيع أن نحصل من الجغرافيا والبيئات وطبوغرافية الأرض جميع التفسيرات والتبريرات رغم أهمية ثقافة المكان في التحليلات، وأيضا في دراسة المستقبل والتكهنات التي تنتج عنه، محافظة المجمعة من المدن السعودية التي تلتقي بها الكثير من التساؤلات حول أسباب نجاحاتها كمدينة مركزية في وسط المملكة أو في منطقة الرياض، قد يكون عامل الموقع الإستراتيجي الحضاري والموقع الجغرافي الدور الكبير في بروزها كمحافظة فتية بمنطقة الرياض إذا أضيف لها العامل البشري السكاني وهو الأهم في معايير النجاح.
يوم الأربعاء الماضي كنت ضمن حضور توقيع مذكرة التفاهم بين جامعتي شقراء والمجمعة، وهما ضمن ثلاث جامعات: جامعة (سطام بالخرج وجامعة شقراء وجامعة المجمعة) ولدت هذه الجامعات من الرحم الإداري والأكاديمي لجامعة الملك سعود عام 1430هـ/2009م ومازالت الصلات القوية بين الأم جامعة الملك سعود وهذه الجامعات الناشئة في: جنوبي، وشمال غربي، وشمال وشرقي منطقة الرياض. لكن جامعة المجمعة تميزت في العمل الإنساني التطوعي المجاني للخدمات الإنسانية:
التبرع بالدم فخصصت عربات كبيرة متنقلة ومرتبطة مع معظم بنوك الدم القريبة منها للحالات العاجلة الإسعافية وأيضا لفصائل الدم النادرة.
وعمل إنساني تطوعي هو إقامة دورات وبرامج عبر ناقلات كبيرة باصات متنقلة حولت لقاعات ومعامل لتقديم دورات في الحاسب ومهارات يحتاجها سوق العمل، تصل هذه الباصات إلى أشخاص من الاحتياجات الخاصة ومن غير القادرين على الوصول لقاعات الجامعة والحصول على شهادات برامج الجامعة، وهي شهادات لبرامج تصدر من جامعة المجمعة وتعترف بها الجهات الرسمية في الداخل وبعض الجامعات والأكاديميات والمعاهد العالمية، وتصل خدمات البرامج المتنقلة لمعظم مراكز وقرى محافظة المجمعة والمحافظات القريبة.
هذا النمط من العمل الإنساني والتطوعي هو جانب من الشراكة المجتمعية ووكالة خدمة المجتمع.