م/ نداء بن عامر الجليدي
تشرفت بدعوة كريمة من الأندية السعودية بمدينة بوسطن العريقة علمياً لحضور لقاء سعادة وكيل وزارة التعليم لشؤون البعثات والملحقيات الثقافية الدكتور جاسر الحربش بحضور سعادة الملحق الثقافي بسفارة مملكتنا الحبيبة بالولايات المتحدة الأمريكية مع مبتعثي مدينة بوسطن، وكان لقاء مفتوحاً معهم للحديث عن هموم وتطلعات المبتعثين وخصوصاً مبتعثي بوسطن، وكما هي عادة هذه اللقاءات التي تبدأ بالتبجيل والمدح الغزير للضيف وشكره على حضوره ولقائه بالمبتعثين من قبل رؤساء الأندية ولكنه كما بدا لي في تواضعه الجم هو ومرافقيه الذين أوضحوا أن هذه اللقاءات هي من صميم عملهم وواجبهم تجاه إخوانهم وأبنائهم المبتعثين، وشددوا على أن يكون اللقاء بعيداً عن الثناء لعملهم وإنما يقتصر على بث الهموم لإدراكها وحلها في حينها للمبتعثين الحالين وتداركها بأنظمة الوزارة في المراحل القادمة من برنامج خادم الحرمين للابتعاث الخارجي. حيث افتتح النقاش بطرح العديد من المشكلات والهموم التي تخص المبتعث من النواحي الأكاديمية، وكذلك أمور الحياة اليومية للمبتعث من مخصصات مالية وتأمين طبي وغيرها.. فأنطلق المبتعثون كلهم بطرح مواضيع عدة أحببت أن أكون صوتهم هذا اليوم لإيصال هذه الهموم والأفكار لمن يهمه الأمر ولمن يتوقع أنهم في رغد عيش وفكر صافي، ولكي يصبح مقال اليوم أقرب منه لنقاط اجتماع لتوثيقه للتاريخ، أولها طلب التعليم بالاقتصار على الدراسة فقط بـ 200 جامعة من أصل أكثر من أربعة آلاف جامعة بأمريكا. وهذا الطلب لا يقابله أي مساعدة أو اتفاقيه لتسهيل قبول الطلاب بها كما كان من ضمن الهموم والخاصة بطلاب اللغة اكتفائهم بدراسة اللغة لمدة سنة فقط، وليس من المنطق أن يحصل الطالب على درجة القبول بهذه الجامعات المميزة بسنة واحدة وحتى في مرحلة التمديد لفترة الستة أشهر تم وضع تعقيدات لم ينزل بها الله من سلطان بحصول الطالب على درجات عالية بالاختبارات القياسية للغة كشرط للتمديد. وتم التعريج على التطبيق بعد الانتهاء من الدراسة التي دائماً يقابل بالرفض، حتى بعد التخرج لا يسلم المبتعث من متطلبات المعادلة التي من المفترض أن تصدر له بيوم التخرج بالإضافة للطموح منه بترقية بعثته التي تصدم بالشروط التعجيزية لها وكل هذا تجعل غيره يفكر ألف مرة بالتقديم على برنامج الابتعاث. هذا من ناحية أكاديمية ومن ناحية مخصصات فهي لا تكفي السكن بل يضطر والد المبتعث لإكمال قمة السكن له. ومن أهم المعضلات هي التأمين الطبي الذي لم يستفد منه المبتعث سوى اسمه، وكذلك حيزه في محفظته وبعض المرات كتعريف شخصي له عند نسيان جوازه لأن عند كل مراجعة مستشفى أما أن تدفع أو شبكة الخدمة لا تغطي هذا المستشفى. كما لا أنسى حضانة الطفل أو تدريسه هذا بحد ذاته ميزانية وتكلفة تفوق مخصصه المالي. لقد كان الضيف ومرافقوه لطيفين بردودهما ومتقبلين لكل هذه الهموم بصدر رحب ولكني قراءت بعيونهم حب المساعدة ولكن نظام وزارتهم يشل أيديهم عن ذلك، وهذه مشكلة وزارة التعليم التي ربطت جميع أنظمتها ومهامها الداخلية ورفعتها لمجلس الوزراء للموافقة عليها ولم تترك من الصلاحيات للوكلاء سوى سماع الهموم ونقلها عندها يكون الوزير بين مطرقة التحديث والمراجعة وسندان الإحراج أمام مقام مجلس الوزراء لنقض نظامه المقر من المجلس بفترة زمنية قريبة. رسالتي لوزارة التعليم اتركوا لكم حرية التغيير وارفعوا لمقام المجلس الخطط الإستراتيجية فقط وما يندرج من برامج منها يكون تعديله وإقراره بيد الوزير أو وكلائهم ووزعوا المهام بينكم لكي تحلوا جزءاً من هذه الهموم.