«الجزيرة» - عماد المديفر:
تولي وسائل الإعلام الصينية اهتماماً ملحوظاً بالتطورات التي تشهدها المملكة لا سيما فيما يتعلق بالنقلة النوعية التي يشهدها الاقتصاد السعودي في إطار تفعيل رؤية 2030.
وتحظى التطورات التي يشهدها القطاع السياحي السعودي على نحو خاص باهتمام متزايد. وفي هذا الصدد أوردت جريدة جلوبال تايمز الصينية، تقريراً حول هذا الشأن، أشارت فيه إلى أن السياحة تعد أحد المحاور الرئيسة في الرؤية، التي أعلن عنها سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، بهدف تنويع مصادر الاقتصاد وتقليص الاعتماد على النفط.
وذكرت أن سمو ولي العهد أعلن في شهر أغسطس الماضي عن مشروع نيوم، والمتوقع أن يكون أحد أهم المنتجعات السياحية على مستوى العالم، بالإضافة إلى مشروع البحر الأحمر السياحي. كما أوضحت عزم المملكة على تطوير العديد من المواقع الأثرية المتميزة ومن بينها «مدائن صالح» وغيره من المناطق ذات القيمة الحضارية والتاريخية، في إطار مساعي المملكة لاستقطاب 30 مليون سائح بحلول العام 2030 .
وفي هذا الإطار نقلت عن الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز قوله: إن المملكة في طور اتخاذ الإجراءات اللازمة لإطلاق التأشيرات الإلكترونية السياحية المفتوحة. كما أوردت تأكيده أن المملكة موطن لكنوز تاريخية وأثرية لا حصر لها. ولفتت الجريدة إلى عدد من الإجراءات التي قامت بها المملكة مؤخراً، وعلى رأسها السماح للمرأة بقيادة السيارات، ورفع الحظر عن دور العرض السينمائية، وتوسيع نطاق الأنشطة الترفيهية، موضحة أن تلك الإجراءات من شأنها تعزيز وتحفيز الاقتصاد السعودي.
ونقلت عن مسؤولين في شركة «جلوبال ترافل» للخدمات السياحية، تأكيدهم على وجود آفاق كبيرة أمام السياحة السعودية، استناداً إلى الاستفسارات العديدة التي تتلقاها الشركة حول إمكانية السفر إلى المملكة. وتتوقّع الشركة أن تشهد حركة السفر إلى المملكة إقبالاً كبيراً فور الإعلان عن فتح باب التأشيرات السياحية.
كما نقلت الصحيفة عن «كريستيان ألريتشن»، الخبير في معهد بيكر للسياسات العامة في الولايات المتحدة توقعاته بأن تبدأ المملكة بتوسيع نطاق السياحة الداخلية، ثم التركيز على استقطاب زائرين من الدول الإسلامية أولاً، على أن يتم تدريجياً استقبال المزيد من الزائرين من مختلف بلدان العالم.
يشار إلى أن التعاون في المجالات السياحية بين المملكة والصين كان من بين الموضوعات التي تمت مناقشتها في إطار تعزيز الشراكة الاقتصادية الشاملة بين الجانبين، أثناء زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز إلى الصين في مارس 2016 . والتي تم خلالها توقيع اتفاقيات تعاون بين البلدين تقدّر قيمتها بحوالي 65 مليار دولار.
ويأتي الصينيون في صدارة الشعوب الأكثر إنفاقاً على السياحة في العالم وفقاً لإحصاءات شركة «سي تريب» الرائدة في المجالات السياحية. واحتل السياح الصينيون المرتبة الأولى على المستوى العالمي، خلال 2016، من حيث الإنفاق خلال جولاتهم السياحية. وبلغ حجم الإنفاق السياحي الصيني خُمس الإنفاق العالمي. ووصلت قيمة الأموال التي أنفقها سياح الصين في رحلاتهم خلال الفترة المذكورة، إلى نحو 261 مليار دولار، أي ما يعادل 21 % من إجمالي الإنفاق العالمي في هذا المجال.