مفتتح: قال الإمام الشافعي رحمه الله:

تغرب عن الأوطان في طلب العلى

وسافر ففي الأسفار خمس فوائد

تفرج هم واكتساب معيشــةٍ

وعلم وآداب وصحبة ماجـد

- بداية:

- الهوايات كثيرة ومتنوعة في حياة الناس، وتختلف في نوعيتها ومدلولها من شخصٍ لآخر، فهناك من تولع بحب الرحلات والأسفار إلى أصقاع الدنيا، وباتت هواية يمارسها ويستمتع بها طيلة حياته، رغم ما يصادفه فيها من متاعب ونفقات مكلفة -أحياناً-.

- وهناك من عشق التاريخ وبات هوايته المفضلة على سائر الهوايات، وتركزت رحلاته وأسفاره على البحث والتحقيق في هذا الجانب، وأوجد من خلال ذلك كتباً وأبحاثاً كانت وما زالت مرجعاً هاماً للقراء والباحثين والدارسين على حدٍ سواء.

- وهناك من يهدف في رحلاته وأسفاره إلى الترويح عن النفس والراحة والاستجمام بعيداً عن ظروف العمل والتزاماته، فيقف على حياة وعادات الشعوب التي يزورها فيدوّن مشاهداته وتنقلاته في مذكرات خاصة للإفادة والذكريات.

- وكنت وما زلت من محبي متابعة وقراءة ما يكتب وينشر عن الرحلات والأسفار والاستطلاعات التي كتبها ويكتبها بعض الكتاب والأدباء قديماً وحديثاً لسهولة فهمها ووضوح مدلولها العام، ومنها كتاب «من ذكريات مسافر!» لمؤلفه معالي الأستاذ: محمد عمر توفيق رحمه الله أحد الرعيل الأول من أدباء الحجاز، وهو الكتاب العربي السعودي الثاني الصادر عن مؤسسة تهامة في طبعته الأولى عام 1400هـ 1980م أي قبل (39) عاماً ويقع في (186) صفحة من القطع المتوسط ويحتوي على ثلاثة فصول:

- الأول : أيام في أسمرا.

- والثاني: في بلاد المارك والقولدر.

- والثالث : بين الشرق والغرب.

- وكل فصل من هذه الفصول يتحدث عن مدن ومواقع متفرقة لها عاداتها ونظم حياتها الخاصة، بأسلوب سهل ممتنع يشجع القارئ على المتابعة والقراءة.

- من إصداراته: أربعون يوماً في المستشفى/ وقصة الزوجة والصديق/ (وطه حسين.. والشيخان) (ومن ذكريات مسافر) المعني في هذه القراءة.

- أسهم بنصيب وافر من خلال الصحافة والإذاعة في إثراء الحركة الفكرية والثقافية في المملكة العربية السعودية.

- خاتمة

أشار المؤلف في مقدمة كتابه «من ذكريات مسافر» إلى نشر معظمها على صفحات جريدة البلاد في باب «اليوميات» وفي باب «ذكرى» بعد اندماجه في أسرة تحرير جريدة البلاد في أواخر عام 1379هـ إضافة إلى نشر بعضها في مجلة اقرأ وجريدة المدينة المنورة، وكنت من قراء تلك المقالات في عهد صحافة الأفراد ورئاسة تحرير الأستاذ حسن عبدالحي قزاز لجريدة البلاد.

- ولأهمية هذه الذكريات، وكتب المؤلف الأخرى التي نفدت طبعاتها جميعاً فلعل مؤسسة تهامة المالكة لحقوق النشر تعيد طباعة كتب المؤلف إما فرادى أو مجتمعة، وفق تقنيات الطباعة الحديثة، فمفعول محتواها يتجدد مع مرور الأيام والأعوام وهي في نظري من لزوميات النقاد والباحثين والدارسين المعاصرين، إضافة إلى أنها تمثل في محتواها مرحلة من مراحل نهضة الأدب السعودي ورواده بالمملكة العربية السعودية.

- علي خضران القرني