محمد عبد الله الحمدان
سمعت عن هذا الكتاب عندما كتب عنه د.عبدالله مناع في هذه الجريدة يوم 1439/5/14هـ، وحرصت على الحصول عليه لأني أحب الجوف وأهله، ولي صداقات قديمة مع بعض أهله، كالمرحوم جارد البحيران (أبو فهد)، وفلحي بن عائد آل فلحي، محمد النومان (أبو ياسر)، وأبو صالح رحمه الله وأخوانه وغيرهم.
قرأت ما كتبه د.المناع، ثم أهداني الدكتور عبدالرحمن بن صالح الشبيلي ما كتبه عنه في جريدة الشرق الأوسط التي لا تصلني، فقرأت مقال د.الشبيلي اللطيف كلطف كاتبه وأخلاقه العالية. ولم أر ما قد كُتِب عن الكتاب في صحف أو مجلات أخرى لأني لم أعد أرى من صحفنا (المتشابهة) سوى الجزيرة، حيث كنت من مؤسسيها، ولا زلت من كتابها ومتصفحيها.
حلوة الجوف
والمنطقة جميلة، وأهلها أجمل، وتشتهر المنطقة بتمر الحلوة اللذيذ المغذي.
وأذكر أن إحدى كاتبات الزوايا عنونت إحدى زواياها في هذه الجريدة بـ (حلوة الجوف) يوم كانت تكتب قبل أن تنقطع أو تنتقل إلى مطبوعة أخرى، وأذكر وقتها أني اقترحت عليها ذكر أبيها (سعود) بعد اسمها، وذِكْر كلمة (بنت)، فلم تفعل.
قضية اجتماعية
وهذه قضية اجتماعية في مجتمعنا، ألا وهي عدم ذكر بعض النساء أسماء آبائهن مسبوقة بكلمة (بنت)، وما فعلته إحدى الدكتورات في إحدى جامعاتنا حين اقترحت عليها وضع كلمة (بنت) بين اسمها واسم أبيها فلم تفعل. إنه عداء عجيب لهذه الكلمة.
ومثلهن ما يفعله بعض الرجال من عدم ذكر آبائهم، وعدم وضع كلمة (ابن) بين أسمائهم وأسماء آبائهم.
ومرة في أحد مقالاتي قلت لهم ولهنّ: إن الرسول صلى الله عليه وسلم هو محمد بن عبدالله، وليس محمد عبدالله. وإن فاطمة رضي الله عنها هي فاطمة بنت محمد، وليست فاطمة محمد.
وأشكر اللاتي يكتبن (فلانة بنت فلان آل فلان)، وهن كثيرات بحمد الله. وفي مقدمتهن د. زكية بنت محمد العتيبي، ود. دلال بنت مخلد الحربي.. التي كانت تأتي لمكتبة قيس للاطلاع على بعض المطبوعات القديمة، والأستاذة هدى بنت فهد المعجل، وغيرهن ممن لا تحضرني اسماؤهن.
عفواً لهذا الاستطراد والخروج عن النص.
العرضة والسامري في الجوف
يمتاز معظم أهالي الجوف (جوفنا) بالفن والثقافة والكرم والشهامة وحب التراث، ففي حفلات الزواج والمناسبات تجد العرضة والسامري والطبول وسعة الصدر، وليس كالمناطق الأخرى (كالرياض) التي (حفلات) الزواج فيها كالمآتم، ينظر بعضهم إلى بعض (بَحْلَقة) ثم (يهمدون) من الرز واللحم، (المفاطيح) المليئة بالدهون المعمولة من قبل العمالة، ثم يذهبون للنوم، وكروشهم مليئة بذلك، وهذا ما يحذر منه الأطباء والحكماء.
الشعر في المنطقة
وفي المنطقة شعراء وأدباء وكتّاب ومؤلفون، وذوو فنون أخرى، ومر بها الرحالة الأجانب وكتبوا عنها، وذكرهم بعض كتّابها.
كتب .. في المنطقة
لدي بعضها ولكني نسيت أسماءها وأسماء مؤلفيها، إضافة إلى ذلك فقد ذكر د. عبدالواحد في كتابه بعض المؤلفات عن المنطقة مثل:
- هدية الأصحاب في جواهر أنساب منطقة الجوف..
- الجوف .. وادي النفاخ
- أوراق جوفية
- مسيرة التعليم في منطقة الجوف.
- شعراء .. من الجوف.
- مناقب بعض المناعير النشامى بالجوف، وقصتها.
- قصائد
وغير ذلك.
فلحي بن عائد آل فلحي (أبو محمد)
وللأستاذ فلحي كتابان: الأول رواية جميلة، اطلعت على مسوّدتها قبل أن يختار لها اسماً، بل اسمها (بنات الحي الشرقي).
وكنت كتبت تقديما لها، صدرت عن دار المفردات عام 1433هـ، في 237 صفحة.
ثم أصدر عام 1438 كتابه الثاني (الأمثال وبعض المأثور من الأقوال) في 133 صفحة.
ومن محتويات الكتاب المجملة:
- مقدمة
- أمثال لها قصص
- أمثال متفرقة
- شوارد
- خاتمة
وفي الكتاب الكثير الكثير من الأمثال والأقوال الجميلة والطرائف والقصص.
وللأستاذ فلحي صورة جميلة في الربيع وهو يعدّ القهوة، جاءت في كتابي (صبا نجد) ولعلها مرفقة هنا.
قصائد .. في الكتاب
- قصيدة محمد الطراد 6 أبيات، التي مطلعها:
سلام يا نقوة هل الجوبة سلام يا أهل الوفا والمرجلة يالطيبين
- قصيدة محمد الأحمد السديري في الربيع.. ومنها:
متى تربّع دارنا والمفالي
وتخضر فياض عقب ما هي يباس
- وقصيدة ناصر بن قادر
- وبيتا والد المؤلف صفحة 199
- وقصيدتا عبدالرحمن بن أحمد السديري أمير الجوف سابقاً (صفحتا 275/274)
هجينية
وأثبت المؤلف الهجينية الجميلة التي مطلعها:
يا العين لك بالهوى لفته
ما انتي على دين الاخوان
أورد منها 9 أبيات، وهي عندي في (ديوان السامري والهجيني) الطبعة الرابعة (صفحة 194) في أحد عشر بيتاً.
إعارة الكتاب
تطرق المؤلف لإعارة الكتب وذكر أنها حماقة كبيرة (صفحة 178)، وذكر قصة حصلت له مع كتاب أعاره لأحد المعلمين، فخرج الكتاب ولم يَعُدْ.
وموضوع إعارة الكتب قديم، فقد تحدث عنه الكثيرون (شعرا ونثرا) وكذلك بيع الكتب للحاجة الماسة لأثمانها، وفي ذلك قصص وأخبار طريفة.
وتعجبني هذه الطرفة (أحمقان.. معير الكتاب، ومعيده).
خطأ في بيتين
صفحة 40 أورد المؤلف بيتين، فيهما كلمة (غربال) جاءت بعد اللام (ياء) أفسدتها.
وكذلك (ن) في البيت الثاني، التي أقحمت نفسها في كلمة (ردي) وكلمة (غالي)، ومن الأفضل والأولى بل من الواجب الاستغناء عنها بكسرتين، وكفى، وعجبت من استعمالها في بعض الشعر الذي مرّ عليّ.
وكثيراً ما يأتي الشعراء وكتّاب الشعر بهذه الياء (الملقوفة) وكذلك (النون).
وقد تحدثت عن هذا الخطأ وغيره في مقدمة كتابي الذي قدم له فضيلة الشيخ محمد بن ناصر العبودي وهو (معجم المطبوع من دواوين الشعر العامي القديمة).
الشيخ فيصل بن عبدالعزيز المبارك
ذكر المؤلف هذا الشيخ الجليل (صفحة 33) الذي يعزه أهالي الجوف ويقدرون فضله على تعليم أولادهم الذين يسميهم (غرسه) لما دُعي إلى الرياض. وهو من علماء مدينة حريملاء في محافظة الشعيب شمال غرب الرياض. وله مؤلفات قديمة مفيدة، وكُتبتْ عنه رسائل جامعية.
اللقايط
ردد المؤلف اسم (اللقائط) (اللقايط) أكثر من عشرين مرة (الصفحات 59-66)، وذكر (العوينة) مرة واحدة وهما من ضواحي سكاكا، كما ذكر ضواحي أخرى.
وفي ديوان السامري والهجيني الطبعة الرابعة صفحة 119 جاءت هذه القصيدة من السامري للشاعر عبدالواحد بن مقيبل الحموان من سكاكا:
يا اهل (اللقايط) وين درب (العوينه)
بالله دلونا ترانا غدينا
نبي عشير تو تمّت سنينه
ومن عام الاول حبّهم مبتلينا
لكن تكبّر شاف حبّه وزينه
يا روح روحي لا تكبّر علينا
لك حق تكبّر والسبب عارفينه
وانا اشهد انه عملنا بيدينا
قلبي تولّع بالهوى، الله يعينه
تمضي حياته بالرجا والونينا
وقلت آه من قلب تبيّح كنينه
على عشيرٍ دالهٍ ما يجينا
يا ناس وين القاضي اللي يدينه
قاضي يشكّينا ليا من شكينا
يقضي لنا بحب الخدود وجبينه
وليا حصل حب الخدود اكتفينا
- بالله: من فضلكم، تكفون
- ترانا: إننا
- غدينا: ضلينا الطريق
- الحب: التقبيل
لقطات
- القيصوم.. وضع المؤلف الكاف بدل القاف (الكيصوم) ولا أدري لماذا، هل هو خطأ مطبعي أم أنهم في الجوف ينطقونه ويكتبونه هكذا.
- قصة (الحصني) الثعلب، صفحة 63
- قصة المؤلف مع المطر والبَرَد صفحة 67
- مجلة الجزيرة الشهرية أنشأها الشيخ عبدالله بن محمد بن خميس وهو صاحبها ورئيس تحريرها قبل إنشاء المؤسسات الصحفية، وكانت الصحف آنذاك لأفراد قبل إعلان إيقافها لتكون مؤسسات وذلك في شهر شوال من عام 1388هـ.
صدر من مجلة الجزيرة عدة أعداد لعدة سنوات ثم أوقفت بعد مقالين افتتاحيين لصاحبها.
- غلاف الكتاب يظهر فيه المؤلف شابا تبدو عليه النجابة والبراءة، والنظر للمستقبل بإيمان وطموح وتوثب.
- الأستاذ فلحي بن عايد آل فلحي، ود.عبدالواحد بن خالد الحميد، كلاهما من (اللقايط) ضاحية من ضواحي سكاكا بالجوف.
- وفي مقال الدكتور المناع أعجبه - كما أعجبني - قول الأعرابي لما سأل عن أميته: (ليت الروب أخضر، والليل أقمر، وأنا لا أكبر ولا أصغر).
ولما ذكر الدكتور المناع تجليد كتب المؤلف قال إنه يجلد دفاتره (بدون شدة على اللام).
وهذا ذكرني بطرفة كنت أقولها وهي أني وجدت مصور خدمات الطالب يَجْلِدُ كتبي لأني لم أضع شدة على اللام.
كذلك في مقال الدكتور المناع سقطت التاء المربوطة في (10) و (10) في آخر العمود الثالث.
وبعد.. فالكتاب ممتع، ومفيد، ولا يمل القارئ من القراءة فيه والنهل من معينه.. فشكرا لمؤلفه، ومزيدا من السيرة الذاتية.
مكتبة قيس - الرياض - البير