فيصل أكرم
(1)
في آخر الدنيا مشيتُ، رأيتها
دنيا من الوقفاتْ
ولوقفةٍ أولى رجعتُ، وجدتها
ملأى بأشجارٍ من الخطواتْ
(2)
علَّمْتني، يا حزنُ، أنَّ قصائدي
مشفى
لدائي
مهما تطلْ طُرقاتُ روحيَ
من ترابيَ للسماءِ
أكنتَ تكذبُ، يا صديقَ العمرِ؟
أَمْ
بخلتْ قصيدتيَ الأخيرةُ
أنْ تجرّعني دوائي...؟!
(3)
الليلُ...
ما الليلُ الثقيلُ إذا أتتْ
ساعاتهُ
كتسارع الخفقاتِ تهززني
بلا طرَبٍ، ولا
تتلمّس التجريبَ إيقاعاتهُ
مهلاً؛
وينقصها لتسموَ نحو أنجمها
الدليلُ
إليَّ، والمَيلُ...
لا الخيلُ تعرفني، ولا البيداءُ تعرفُ غيرَ خطوتيَ الشريدةِ
في الجفافِ، إلى مدى
لكنَّ خيطاً من ندى
يجتاحُ في أجفانيَ الحبلى بمشوارٍ عقيمٍ
كلَّ سهرتي الطويلةِ
مثلما
يجتاحُ مجرى النهرِ جرحاً قد تفتّح في المسامْ
وأنا أسيرٌ في المتاهاتِ البديلةِ؛
هل بديلٌ للمسيرِ إلى الأمامْ...؟!
(4)
وأنا أهيمُ كعابرٍ
قد أثقلته الذكرياتُ مع الحنينِ
لراحلينَ إلى مرايا قد توقّف بين أسطحها الزمنْ
وأقولُ مثلَ مهاجرٍ
لم يمتلئْ يوماً بأجواءِ (الوطنْ):
وطني قبورٌ في اتساعٍ، كلّما الدنيا تضيقْ
أمّي، أبي، وأخي، وأختيَ، والصديقْ.
وأنا أقولُ كصابرٍ
والتضحياتُ تلفُّ من حولي الطريقْ:
لا.. لا يليقُ بقبضتي هذا الثمنْ؛
فلتختبر يا شاهدَ العمرِ احتماليَ
أو لغيريَ فاتجهْ
لكن بمنأى عن ظلاليَ، واجتهدْ في الاختيارِ
من الذين على المدارِ تجهّزوا للقبض (عَنْ...).
وأنا أقولُ كخاسرٍ
هذا الرهانُ شهادةٌ ليَ أنني
لم أنتهز فُرصاً يعيّرني بها أهلي هناكَ
إذا رجعتُ لموطني:
أمّي، أبي، وأخي، وأختيَ، والصديقُ
لأنني..
وطني قبورٌ في اتساعٍ، كلّما الدنيا تضيقْ
(5)
سأغيبُ بعضَ الوقتِ
أو
مثلَ الذين قرأتُ بعد غيابهم
أمَّ الكتابْ
وأعودُ بعضَ الوقتِ
أو
مثلَ الذين وضعتُ في أثوابهم
أملاً بعودتهم.. سُدىً
كلَّ المفاتيح التي كانت على الأبوابْ.
يناير - مارس 2018
بيروت - القاهرة - الرياض