عبد العزيز الصقعبي
في معرض الرياض الدولي للكتاب هذا العام ستكون دولة الإمارات العربية المتحدة هي ضيف الشرف، ووفق إعلان معالي وزير الثقافة والإعلام أن اختيارها يأتي تجسيداً للعلاقات القوية والمتينة بين البلدين الشقيقين، وترسيخاً للروابط التاريخية بينهما، وللإرث العربي والإسلامي الكبير الذي تزخر به، ولما لها من إسهامات كبيرة في تعزيز الثقافة العربية والإسلامية من خلال المبادرات والفعاليات الثقافية.
واختيار ضيف شرف في معارض الكتب عادة استنتها أغلب دول العالم التي تقيم معارض للكتاب معتمدة، وعلى رأسها معرض فرانكفورت الدولي للكتاب، حيث تتاح الفرصة للدولة التي ستصبح ضيف شرف في المعرض بتسليط الضوء على النتاج الفكري والثقافي والأدبي لديها مع التعريف بتاريخها وتراثها، إضافة إلى عرض مدى ما وصلت إليه من تطور حضاري.
قبل أن أتكلم عن معرض الرياض الدولي للكتاب وضيف الشرف، لابد أن أشير إلى ما شاهدته في معرض فرانكفورت الدولي للكتاب ومعرض القاهرة الدولي للكتاب، ففي فرانكفورت تُفرد مساحة كبيرة للدولة الضيف تشتمل على قاعات لعرض الكتب وآخر الإصدارات وقاعات للعروض الفنية، إضافة إلى استضافة كبار الأدباء والكتاب ليستعرضوا تجاربهم ويلقوا أشعارهم، لذا يتلقى الزائر لذلك الجناح معلومات مفيدة ومهمة وممتعة عن البلد الضيف، وبالنسبة لمعرض القاهرة، فحضور المملكة في المعرض متميز منذ سنوات لوجود جناح كبير ومستقل ومختلف، إضافة إلى الفعاليات المصاحبة للجناح، ولكن بالنسبة لضيف الشرف لهذا العام وقد كان الجزائر، وقد افردت مساحة جيدة جمع فيها النتاج الثقافي والفكري الجزائري، وقدمت لزائر المعرض بأسعار ربما معقولة، وقد كانت هناك مجموعة من الندوات والمحاضرات، ولكن ليست في جناح الجزائر بل في المكان المخصص للندوات.
أعود لمعرض الرياض الدولي للكتاب وضيوف الشرف، ففي العام الماضي كان ضيف الشرف للمعرض ماليزيا، وفي بداية أيام المعرض كان الجناح يقدم بعض الرقصات الرجالية من الفلكلور الماليزي، ثم أوقفت، ثم بقي جناح الضيف كما في السنوات التي قبلها لعرض بعض الكتب والنشرات التعريفية بالبلد، وأصبح جناح الضيف مثل الأجنحة الأخرى أو ربما باهتاً، لا يجد أي زائر للجناح ما يستوقفه ويطلع عليه.
هذا العام والإمارات ضيف الشرف، أتمنى أن يكون الأمر مختلفًا، ولا يكون جناح الإمارات أشبه بالمكتب السياحي، نحن جميعاً نعرف الإمارات، ولكن هنالك ما هو مفترض أن يعرض، وأوله تراث الإمارات الشعبي، والأهازيج الشعبية الغنائية، ثم بعض المشاركات للمؤسسات الثقافة، حيث نعرف أن الشارقة عاصمة عالمية للكتاب، فمن المفترض أن يشارك جناح معرض الشارقة ومعرض أبوظبي للكتاب، ويفرد مكان لمشروع كلمة وذخائره المهمة لتباع بسعر تشجيعي، إضافة إلى إصدارات دائرة الثقافة في الشارقة، وبقية المؤسسات الثقافية المشهورة في الإمارات، وبجانب ذلك يكون هنالك عرض مسرحي، إضافة إلى عروض لبعض أفلام الإمارات، وبالطبع استضافة عدد من الأدباء والكتاب والفنانين الإماراتيين، وفوق ذلك عرض للفن التشكيلي الإماراتي.
هذه ليست مطالب تعجيزية، ولكن تأكيد على أن ضيف الشرف يحتاج أن نكرمه، وخير إكرام له تسخير كل الإمكانات ليقدم ما لديه، وليشعر أن البيت بيته، ويا هلا بالضيف.