بعد إصداره كتاب (مرآة تبحث عن وجه)، وكتاب (حين رأيت صوتي)، جاء الإصدار الثالث (عبور لا ينمحي أثره). ويقول المؤلف أ. رشاد حسن: إن سيرة هذا العبور تحمل مرونة من النادر أن تجدها.. إنها تُقرأ من جميع الجهات..
كتبتُ بحالة إنسان يهذي كثيرًا إلى نفسه من أجل الإنسان المتعطش إلى شيء يطبطب عليه.. أما سواه كالمترقب المنزعج الذي ينتظر من إنسان يهذي أن يقول ما يريده فإن هذه السيرة لن تسره في مبتغاه.
ومما جاء في الكتاب:
ـ أهرب من العالم إلى ذاتي، بعدما يصيبها الروع، أبتهل إلى ربي أن يهبني القوة، أو يجعلني شيئًا قويًّا، قوة الصبر، الذي يقف بجواري مثلما يقف صديق لمساندة صديقه؛ لأن العتاد هو الصبر، والإنسان الذي يحصل على الصبر يستطيع أن يواجه المشقة والعناء.
ـ لم أكن منزعجًا بشأن الأعمال التي تعتريني غالبًا. ما أجمل ذلك الشعور الذي أحظى به فور انتهائي من واجب ما، ولا تهمني كمية الفشل المحتملة آنذاك، إنني أغسل فشلي بإنجازي، مثلما يغسل أحدهم بقعة على رف مكتبه.
ـ لا شيء كالكتابة يمكنه أن يحدث.. من يكتب لن يفنى. من يكتب لن ينتهي. الكتابة تروي لنا صورة الخيال المثلى.. إنها تحدث بلا سبب، وتؤدي إلى شيء يصعب تخمينه. تقودني الكلمات إلى فكرة حميمة، ثم أصبح في علاقة مع النص الذي قمت بكتابته. إنها مسكن لمواجع النفس، وصفة لقارئ عطش، وأداة اتصال مع الآخرين.