أين أنتِ الآن؟-
.واقفةٌ على ناصبة الحلم؛ لكنّني لا أقاتل -
فقط أنظر إليكَ بقلب دامع، وأنتَ تُحاولُ تقليم أطراف حضوري في عالمك.
كنتُ أُمسك لكَ بالأطراف التي يصعب عليك تقليمها؛ حتى لا أشقيك بما يخصني.
أعلم جيدًا، وبوعي تام كيف يمكن للوجع أن يشحذ سكاكينه، ويغرسها في قلب أنثى تقاومه باسم الكبرياء؛ لكنه هو الآخر يقتلها!
كنتَ شيئًا جميلًا في حياة باهتة.
لا!
لم تكن شيئًا!
بل كنتَ كلّ شيء يستحق في تلك الحياة.
-هل ما زلت هناك؟
-نعم!
أتأمّلك بحزن شديد.
هل أجهدكَ التقليم؟
-جدًا!
كنتِ متجذِّرة بشكل موجع!
شعرتُ، وأنا أحاول اجتثاثك، كأنني اقتلع جذوري.
تعرفين!
مذ بدأتُ تقليم الأطراف؛ شعرتُ بأنني عضو في جوقة أصوات الفوضى كما تقول إليف شافاق.
لم يكن لدي صوت داخلي يحثني على المضي؛ فغدوتُ كحبةِ قمحٍ في مطحنة الشكوك.
مختلفان!
لكننا نلتحمُ بشكل مدهش.
كلانا هرب من الآخر بكل ما أوتي من قوة في بادئ الأمر؛ لكننا فشلنا.
وكأنه الهرب المؤدي للالتحام.
لم أقامر معكِ بقلبي كما أوصاني (مارك توين)
عندما قال:
« عندما تحاول اصطياد الحبّ قامر بقلبك، لا بعقلك»
اصطادك عقلي، واقنع فيك قلبي ؛حتى تجذّرتِ بشكل مؤلم، بينما بقيتُ أنا معك كشجرة مقلوبة؛ جذورها في العراء.
أحبكِ، وأخاف سلطانك علي!!
توجعني، وأنت تحاول أن تشكك في منزلتك عندي.-
توجعني، وأنت تتركني في مهب الريح!
توجعني، وأنت...!
أظنك صرتَ تعرف أوجاعي منك جيّدًا ؛ فلا داعي لسردها كلّ مرة.
هل ستكمل التقليم الآن ؟
- د. زكية بنت محمد العتيبي