سعد بن عبدالقادر القويعي
ضاق المتابع ذرعاً بالسفاهة، وشعارات الكذب الذي يختفي وراءها فتى الإرهاب المدلل، حين أنتج رأيا عاما مشوها، بات مكشوفا إلى درجة العري؛ ليعيش في عالم من الأوهام، والتباهي بالخيانة، والعمالة؛ إذ لا صوت في الإعلام القطري يعلو فوق صوت - بوق الفتنة - عبدالله العذبة، بانتقائيته المتحيزة لبعض الحقائق، والمصادر، وإهمال الأخرى؛ من أجل إدخال الشكوك، وصنع الاضطراب، وهدم المعنويات، واستنفار عواطف الناس.
في غياب تام لمعايير وقواعد المهنية الإعلامية المفترضة، فإن تغريدة العذبة الأخيرة تعكس مستوى القلق عن سلوك شائن، وجريمة أخلاقية وقانونية عندما غرد بقوله: إن «البطل - والله الحوثي - الذي قصم ظهور الغزاة، وتوابعها، وهم يحاولون الصمود أمامه؛ ولكنه سيطردهم، ويحرر أرضه، وستدفع الإمارات الثمن»؛ وليتضح الأمر للقارئ الكريم بما لا يدع مجالا للشك تهويله لقوة، وإمكانات الجهة القائمة بالحرب النفسية، ومحاولة إقناعه بأن المواجهة معها تعد عبثاً، وانتحاراً، وكذلك التهوين من إمكاناتهم، وإقناعهم أن مصالحهم تتحقق بالاستسلام.
يبدو أن الساحة الإعلامية القطرية ستبقى مفتوحة لأهل السقوط من رعاع القوم وحثالته، وهو ما دفعني لكتابة هذا المقال؛ كونها لا ترقى كلها إلى مرتبة الحقائق، وإنما باتجاه واقع غير موجود أصلاً، والتزوير عليه، وإلى أين أصبحت تتجه بوصلة العذبة، ومن يقف خلفه بأجندتهم السياسية الواضحة؟، والتي تعمل على تحقيق أهداف الأطراف التي تتربص بالمنطقة، وخدمة أجندات إقليمية ودولية، بعيدا عن المصالح العربية المشتركة.
لا يمكن تغطية الحقائق بغربال، خصوصا في فضاء مفتوح، وأدلة لا يمكن تجاهلها، أو التحايل عليها، فمن يونس بحري إلى أحمد سعيد، ووصولا إلى محمد سعيد الصحاف، وما ينشره اليوم عبدالله العذبة من تلفيقات، وأكاذيب، وفبركات يترجم تأجيجا واسعا، وتسطيحا أحمقا يرغب في تكراره بين الحين، والآخر؛ بهدف التسويق لشعارات الانحطاط، والدناءة؛ فيحرف تفكير المتابع، ويضلل فهمه لما يحدث حوله من خطاب سياسي منحرف عن الحقيقة، أو ممارسة حالة التشكك المطلوبة من لغة الاتهام، والتخوين، أو قلب الحقائق، والتضليل بالمعلومات التي ليس لها علاقة بالحدث.