سمر المقرن
كتبت هنا كثيراً، وانتقدت في هذه الزاوية جهاز المرور عشرات المرات، لكنني اليوم وبعد صدور الأنظمة المرورية الجديدة «الشديدة» أعبّر عن إعجابي العميق بهذه الأنظمة، وبآلية تطبيقها، حتى تتوقف حياتنا وشوارعنا عن الموت السريع وعن الإعاقات التي خلّفتها حوادث المستهترين بأرواح الناس. المشكلة لو عدنا إلى نظام ساهر «الصارم» مع السرعة، نجد أنه وبرغم شدته في المخالفات إلا أن هذا لم يردع المستهترين عن السرعة، بل نجد كثير منهم لا يخجل من نفسه ويلّوح بمظلومية المخالفات التي وصلت إلى مئات الألوف دون رادع، بل ومثل هذا يجعل نفسه مظلوم لا ظالم، إذن هناك خلل والقواعد المرورية الصارمة لم تردع هؤلاء، ما يعني أننا بحاجة إلى إجراءات وآليات مع المخالفات المرورية لتوقف هذا الاستهتار وتضع له حداً!
أضف إلى ذلك، حتى نتمكن من التعايش مع الأنظمة المرورية الجديدة فنحن كذلك بحاجة إلى عملية تحديث للشوارع واللوائح والإشارات المرورية، وأعطي على هذا مثالاً شخصياً، فعندما أخرج مع السائق هو لا يعرف السرعات المحددة في عدد كبير من الشوارع كون الأرقام مكتوبة باللغة العربية، وأضطر إلى أن أكون دائمة التركيز في عداد سرعة السيارة من جهة واللوحات من جهة حتى لا يتجاوز سرعتها، كما أن بعض الشوارع نجد سرعتها (100) وفجأة في نفس الشارع نجد السرعة قد تغيرت إلى (80) وفي هذا عملية إرباك للسائق ولمعرفة سرعة الشارع، فمثل هذه الشوارع بحاجة إلى توحيد السرعة وتنظيمها، لأن وقوع السائق هنا تحت وطأة المخالفة المرورية فيه نوع من الظلم له، كما أنه قد لا ينتبه لتغيير السرعة في نفس الشارع.
أيضاً لا ننسى، أننا كنساء مقبلات بعد أشهر قليلة على القيادة وخوض التجربة بأنفسنا داخل هذه الشوارع، وهذا سيزيد من حركة السير ما يؤكد على مطالبتي بضرورة تحديث الشوارع من جميع الجهات، بما فيها الإشارات المرورية التي -بعضها- لا يتناسب في أوقاته مع كثافة السيارات وزحام الشوارع!
أكرر الإشارة إلى إعجابي بهذه الأنظمة وتقديري واعتزازي بها، كما أكرر على ضرورة مراجعة آلية التطبيق وتلافي التجربة غير الناجحة في عدم مبالاة -بعض- السائقين بأنظمة السرعة الزائدة وعدم ردع نظام ساهر لهم، كما أشير في الوقت ذاته إلى ضرورة إيجاد عقوبات بديلة عن السجن وأعمال اجتماعية إلى جانب المخالفة المادية، والتي سمعنا بأنها سوف تكون ضمن المخالفات، وأتمنى حقيقة مثل هذه العقوبات لأن السجن لن يفيد مع هذه الفئة بينما الأعمال الاجتماعية سوف تغير من «فكر» هؤلاء، لأن مخالفة الأنظمة من وجهة نظري هي فكر سلبي يسيطر على الشخص المخالف. ولعل شوارعنا تستقبل حقبة جديدة بفكر إيجابي وقيادة تعكس أخلاق راقية.