سعد الدوسري
في السابق، كنا إذا حللنا ضيوفاً على أحد، فإنه يحتار كيف يستقبلنا، وأين يُجلِسْنا، وماذا يعد لنا من طعام وشراب؟! كنا نشكّل بعض العبء على كل مَنْ يستضيفنا، على الرغم من أنه قد يشعر تجاهنا بالمودة والاحترام، أو قد يرغب في إنشاء علاقة مميزة معنا. كنا محط أسئلة متكررة ومملة، عن حرماننا من أبسط أبجديات حقوقنا:
- لماذا لا تطالبون بحقوقكم؟! كيف هي حياتكم، بدون هذه الحقوق التي يتمتع بها كل إنسان، في كل دول العالم، المتطورة والمتخلّفة؟! إلى متى وأنتم صابرون؟!
المواطن البسيط، لم يكن وحده من يواجه هذا السيناريو في الخارج، حتى المنتسبين للفكر والسياسة والإعلام، يواجهونه، ويضطرون للف والدوران، لكي يوضحوه أو يبرروه بمبررات لا يقبلونها هم، فكيف يقبلها الآخر؟!
اليوم، يزور كبار مسؤولينا دول العالم، فيكون برنامجهم مثل برنامج أي مسؤول دولي آخر، يلتقي نفس فئات المجتمع، يزور نفس المراكز، يحضر نفس الفعاليات. وحين ينظّم مؤتمراً صحفياً، فإنه يجيب بصراحة، لماذا كنا محرومين من بعض الحقوق، ولماذا نتمتع بها الآن. لقد صرنا مواطنين عالميين، مثل كل مواطني العالم.