«الجزيرة» - أحمد المغلوث:
اتجه إلى أول مقعد في الاستراحه.. جاء هذه الليلة مبكراً على غير العادة، أخرج هاتفه الذكي من جيبه وراح يطالع حسابه في «تويتر».. هذا الموقع الذي بات ينبض في كل لحظة بكل جديد في العالم تغريدات عن الهجوم بالكيماوي في الغوطه.. الشورى يناقش أول توصية تمنع الولاية عن المرأة وعلى الأخص في وطنه الحبيب.
وراح يواصل الاطلاع على التغريدات التي تتدفق كالماء في مجرى نهر عظيم من المعلومات والصور والفديوهات لفت نظره تغريدات تبارك بعيد «النفط السعودي».. لقد مضت العقود سريعه -ما شاء الله وتبارك الله- فنفطنا السعودي بلغ من العمر «80 سنة» وضع الهاتف جانباً واسترسل في أفكاره. فهاهو أيضاً قد تجاوز عقده السابع وكبر مع النفط.. وراح يتذكر ما كان يقرأه في السنوات الماضية بأن النفط سائر إلى زوال مقولات وعبارات تكررت كثيراً. يذكر جيداً أن أول مره سمعها كان في مجلس خاله «عبداللطيف» -رحمه الله- ومن خلال إذاعة «هنا لندن» عندما كان يتحدث أحد الخبراء عن المصير الذي ينتظر «النفط» في المستقبل وأنه سوف ينتهي إلى زوال. لم يكن لحظتها ولا حتى بعد أن كبر وأصبح شاباً يعي جيداً أبعاد ما كان يسمعه عن زوال النفط. وتمضى الأيام والشهور والسنوات والعقود ومازال النفط يتدفق في مختلف الدول النفطيه. صحيح أنه تراجع إنتاجه في بعض الدول لكنْ هناك حقول أخرى وآبار جديدة تكتشف يوماً بعد يوم. وراح صاحبنا يسأل نفسه يا هل ترى كيف كانت حياة الإنسان السعودى وحتى غيره من أبناء الدول النفطية الأخرى؟.. كيف كانت حياتهم بدون نفط؟.. وهل ما نشاهده من تطور وتقدم في مختلف المجالات صناعية وتقنية وعمرانية والتي اعتمدت بصورة كليه على النفط ومنتجاته ومشتقاته؟.. وكيف ساهم النفط هذه النعمة الكبرى التي أهداها الله إلى البشرية وسخرها لخدمته في العديد من المجالات؟.. كيف لها أن تعيش حياة متطورة ومرفهة فمن خلال النفط تتولد الطاقة؟.. وتنتج المصانع وتتحرك المحركات.. وتصنع الأدوية، والمنتجات من أسمدة مختلفة أسهمت في التنمية الزراعية.. مجالات عديدة تعتمد تقريباً على النفط. وبدون هذا السائل الأسود لا يمكن للإنسان المعاصر أن يعمل وينتج أو حتى يزرع أو يتنقل من مكان لآخر أو يضيء بيته أو مبنى إدارته أو حتى يجد الدواء لمرضه. لقد ارتبط الإنسان وفي كل مكان في هذا العالم الواسع بالنفط ومنتجاته وفعالياته. وما يقدمه للبشرية من خدمات ومنافع. وببساطة راح يجيب صاحبنا «السبعيني» على تساؤله كيف تكون الحياة بدون النفط؟.. لاشك إن بدونه لن يستطيع الواحد منا أن يعيش. فملابسنا التي نرتديها هي من إنتاج المواد المستخلصة من النفط أشياء كثيرة في حياتنا هي تعتمد على النفط في صناعتها وإنتاجها وحتى تسويقها وتوصيلها، حيث يقتنيها مئات الملاييين من البشر.. ورحم الله املك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- الذي كانت حكمته وحصافته ونظرته المستقبليه وتفاؤله وراء اكتشاف النفط في المملكة.. هذا وكان إنتاج أول بئر بترول بالمملكة كان في 4 مارس عام 1938. بداية تاريخ النفط في وطننا الحبيب ووراء ذلك تفكير المؤسس في الحاجة إلى تطوير دخل المملكة ليساهم ذلك في نهضة الدولة الفتية، وقامت المملكة بمنح امتياز للتنقيب عن البترول للنقابة الشرقية العامة في عام 1923.. وذلك قبل أن يتم توحيد الوطن وقد انتهى ذلك الامتياز في 1928، حيث لم تقم النقابة بإجراء أي أعمال تنقيبية إلى أن كانت البداية الحقيقية لقصة اكتشاف البترول في المملكة حين وقع الملك عبدالعزيز آل سعود في 29 مايو1933 اتفاقية الإمتياز للتنقيب عن البترول بين حكومة المملكة وشركة ستاندرد أويل أوف كاليفورنيا «سوكال». وفي 8 نوفمبر من نفس العام تم إنشاء شركة «كاليفورنيا أريبيان ستاندرد أويل كومباني»، كاسوك، لإدارة الامتياز، وتمت عملية المسح بإعداد خارطة هيكلية لقبة الدمام، موقع اكتشاف أول حقل نفطي في المملكة، واعتمد الجيولوجيون الأمريكيون الأوائل على البدو لإرشادهم من مكان إلى آخر، وفي 1935 تم حفر أول بئر اختبارية في الظهران في قبة الدمام التي لم تأت نتائجها محققة للتطلعات، لكن الدلائل كانت تشير إلى وجود الزيت والغاز، فقد استمرت الشركة في الحفر، وبعد 5 سنوات من الحفر بدا بئرالدمام رقم 7 في 4 مارس 1938 في الإنتاج بمعدل 1.585 برميل في اليوم على عمق 1.5 كيلومتر تقريباً.. والذي أطلق على هذا البئر «بئر الخير» ومازال النفط السعودي والمتميز بنوعيته وجودته ولله الحمد والمنه يتدفق من العديد من الحقول في الأحساء والشرقية وفي أماكن أخرى وإلى الأبد بمشيئة الله.