خالد بن حمد المالك
هذه هي الحلقة السادسة والأخيرة من سلسلة مقالاتي عن العراق، أنهي بها هذه الانطباعات بالحديث عن نقابة الصحفيين العراقيين، بقيادة النقيب السيد مؤيد اللامي، فقد زرنا مقر النقابة، واطلعنا على منشآتها، وتعرَّفنا على تاريخها، والتقينا بزملاء المهنة، وتناولنا الغداء في جزء من مساحتها الخضراء، ووقعت مع النقيب اتفاقية للتعاون بين هيئة الصحفيين السعوديين ونقابة الصحفيين العراقيين.
**
حدثنا النقيب عن أن أكثر من عشرين ألف إعلامي منتسبين للنقابة، وأن النقابة تمنح أرضاً لكل عضو فيها، ضمن مجموعة من المحفزات لهم، ويقول إن لدى النقابة استثمارات كثيرة تجعلها قادرة على خدمة وسائل الإعلام، وقد لاحظنا أن النقابة تتمتع بكل عناصر القوة للتأثير على القرار في العراق والدفاع عن الإعلاميين.
**
وكانت النقابة بنقيبها والمسؤولين فيها قد تفرغوا تماماً ليكونوا في خدمة ضيوفهم رؤساء التحرير الذين يمثلون هيئة الصحفيين السعوديين، يرافقنا النقيب في كل زيارة، بل في كل خطوة، كما فعل ذلك سفير خادم الحرمين الشريفين الأستاذ عبدالعزيز الشمري، وكان النقيب يتأكد بنفسه ويتابع دون أن يعتمد على غيره من أن كل وسائل الراحة موفرة لنا، وأن إقامتنا في بغداد مغرية كما كان يردد دعوته لنا للعودة لها مرة أخرى.
**
وبهذه الروح، وهذا السخاء في التكريم والكرم، مضت أيامنا في عاصمة الرشيد سريعة ومريحة ومشجعة فعلاً للعودة لها مرة أخرى، وقد تم بحسب الاتفاق الذي تم التوقيع عليه بين النقابة والهيئة أن تكون هناك زيارات متبادلة للرياض وبغداد كل ستة أشهر للإعلاميين من هنا ومن هناك، وذلك ضمن التوجه الذي تقوده قيادتا البلدين لتحرير العلاقة الثنائية من كل ما شابها خلال الثلاثين عاماً التي مضت.
**
ومع كل التقدير على كل ما لقيناه من حفاوة من زملائنا في العراق، ومن اهتمام وحفاوة من كل القيادات العراقية، وهو ما نعتبره اهتمامًا وتقديرًا ومحبة لقيادة وشعب المملكة العربية السعودية، فإن مرافقة السفير السعودي لنا ومتابعته لكل خطواتنا طيلة مكوثنا في العراق كان له أبلغ الأثر في شعورنا بأن لنا أخاً عزيزاً وسفارة ناجحة في أداء ما هو مطلوب منها في مرحلة مهمة لرسم العلاقات السعودية - العراقية الجديدة.
**
ومن المهم أن أشير إلى دور وزارة الثقافة والإعلام وإلى وزيرها الدكتور عواد بن صالح العواد في إنجاح هذه الزيارة، بدعمه وتشجيعه وحرصه على أن تكون من حيث التنظيم والإعداد والتسهيلات التي تسبق بدء الزيارة مدخلاً لنجاحها، وهكذا تم تأمين طائرة خاصة بتوجيه من الوزير عواد لنقل أعضاء الوفد إلى بغداد والعودة بهم بعد انتهاء الزيارة، وكذلك متابعته يومياً لتحركاتنا للتأكد من أن الأمور تسير كما وجه معاليه بذلك قبل مغادرة الوفد باتجاه العاصمة العراقية.
**
شكراً في نهاية الكلام عن الزيارة للعراق قيادة وشعباً، شكراً للزميل نقيب الصحفيين العراقيين، شكراً للزملاء الإعلاميين في العراق، على حسن الاستقبال وكرم الضيافة، وسوف نستكمل في الرياض قريباً ما بدأناه في بغداد من مناقشات ومباحثات مع زملائنا الإعلاميين، وتوقيع اتفاقية تعاون لإنجاز مهمتنا الإعلامية في دعم التقارب والتفاهم بين بلدينا.