م. ناصر بن محمد المطوع
تأتي زيارة صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع إلى بريطانيا في بداية تحول مهم في توجه المملكتين. فبريطانيا تعيش مرحلة الخروج من الاتحاد الأوروبي في حين تعيش المملكة العربية السعودية أجواء مرحلة انتقالية تتمثل في رؤية 2030 التي ستقفز بالحياة الاقتصادية والاجتماعية إلى العالمية. فهذه الرؤية جعلت الأهداف تقاس بالمعايير العالمية، وأصبح من السهل للمتابعين والمهتمين بالشأن الاقتصادي والتجاري السعودي استيعاب تطلعات المملكة وتمييز بشكل واضح الفرص الاستثمارية حتى عام 2030 وما بعده.
وفي المقابل فإن خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي يحتم عليها البحث عن شركاء مهمين وفي مقدمتهم المملكة العربية السعودية وهذا ما يفسر توالي الزيارات رفيعة المستوى من المسئولين البريطانيين إلى المملكة، وفي مقدمتهم رئيسة الوزراء تريزا ماي.
ومعروف أن العلاقات بيننا وبريطانيا مضى عليها أكثر من مائة عام، وحجم التجارة بين البلدين في تصاعد مستمر، فالاستثمارات (الحكومية والخاصة) السعودية في بريطانيا تقاس بالمليارات.. بينما تعمل أكثر من 200 شركة بريطانية في المملكة، وبلغ عدد الشركات البريطانية المتعاملة مع السوق السعودي أكثر من 6000 شركة وبموجب أرقام من الحكومة البريطانية فإن حجم التجارة البينية بين المملكتين شاملاً المواد والخدمات خلال الثلاث سنوات الماضية تراوح بين 8 إلى 10 بلايين جنيه إسترليني سنوياً.
وقد وصلت العلاقات الثنائية إلى درجة عالية من الاستقرار والنضج، وأنه مهما اختلفت وجهات النظر بين الطرفين إلا أن الأمور تعود إلى طبيعتها وعلى مبدأ الاحترام المتبادل.
ويعتبر مجلس الأعمال السعودي البريطاني المشترك واحداً من أهم مجالس الأعمال التابعة لمجلس الغرف السعودية، وذلك بدعم متواصل من وزارة التجارة وتشجيع حكومتي البلدين وباهتمام ومثابرة قطاع الأعمال هنا وهناك. وقد نجح مجلس الأعمال السعودي البريطاني -بفضل الله- في دعم قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة وعقدت ثلاث ندوات خلال العامين الماضيين وستعقد الندوة الرابعة في أبريل المقبل في لندن، حيث أسهم المجلس في تعريف عدد كبير من الشباب والشابات بنظراء لهم من بريطانيا، ونتج عن ذلك توقيع 15 اتفاقية مشاركة.. ونتطلع لتوقيع المزيد بمشيئة الله.
وأسهم المجلس في عقد ندوات وورش عمل مهمة فيما يخص مجال المشاركة بين القطاع العام والخاص وتوطين الصناعة.
وكذلك اهتممنا بمشروعات شركة أرامكو وبرنامج اكتفاء وبرامج الأبحاث المشتركة والتقنية المتقدمة والطاقة المتجددة والأمن السبراني. ومن الملاحظ الاهتمام البالغ الذي توليه بريطانيا سواء الحكومة وقطاع الأعمال لزيارة صاحب السمو الملكي ولي العهد بصفته من أبرز القادة العالميين، وسيتم خلال الزيارة توقيع العديد من الاتفاقيات، كما سيتخللها فعاليات مهمة ثقافية واجتماعية واقتصادية.
نسأل الله تعالى أن يحفظ خادم الحرمين الشريفين وسمو ولي عهده ويحقق آمالهم في رفعة وسعادة مواطنيهم.
- رئيس مجلس الأعمال السعودي البريطاني