د.دلال بنت مخلد الحربي
دخلت المملكة العربية السعودية خريطة البحث العلمي منذ سنوات قريبة بعد تحقيقها المعايير اللازمة المرتكزة على نسبة الإنفاق على البحث العلمي من الناتج القومي، وتقدمت على دول عربية في هذا المجال، إلا أن واقع البحث العلمي في المملكة ما زال يلفه العديد من الأسئلة، لتشتت الجهات المعنية به، وغياب كثير من الأجوبة عن واقعه، وبالتالي القيام بدراسة ميدانية واقعية تبرز كل ما يتعلق به أمر ملح ومطلوب في الفترة الراهنة، فكل حديث عن البحث العلمي دون هذه الدراسة هو هدر وإضاعة للوقت.
نريد أن نعرف:
ما وضع البحث العلمي في بلادنا؟ ما الدراسات القائمة ومدى مناسبتها؟ ما مقدار الصرف على البحث العلمي؟ وما هو المردود؟
أسئلة كثيرة..
ومن الأسئلة التي تحتاج إلى توضيح ما يتصل بالمرأة الباحثة، فمن هي؟ وكم عدد الباحثات السعوديات؟ وما إنتاجهن؟ وما هي توجهاتهن؟ ونوعية إنتاجهن؟
هل نعد كل ما ينشر للمرأة السعودية في إطار البحث العلمي؟ بمعنى هل يشمل كل ما هو في الإطار الأكاديمي وخارج الإطار الأكاديمي؟
ما نسبة أبحاث المرأة في خريطة البحث العلمي في المملكة مقارنة بالرجل؟
وهل الأنظمة المعمول بها في الجامعات تساهم في تكوين باحثات ممارسات، قادرات على الإنتاج بوعي ووفق منهجية علمية دقيقة؟
أركز على الباحثة السعودية، وأقر بعدم قدرتي على تقديم صورة حقيقية عن الباحثة السعودية، لأنه وباختصار يتطلب الأمر بحثًا دقيقًا يستند على مسح دقيق يقوم على أسس علمية، لكنني أستطيع القول ومن متابعة فردية في مجال الإنسانيات أستطيع القول إن إنتاج للباحثة السعودية يتمثل في:
-رسائل جامعية متحصل عليها لدرجة الماجستير والدكتوراة
- بعض الدراسات التي تنشر بغرض الترقية
- قليل من الإنتاج الذي يمثل إسهامًا ومشاركة من المرأة السعودية في ميدان البحث العلمي، وممارسة المرأة له بدافع الرغبة في تقديم إسهام في موضوعات تستحوذ على اهتمامها، ومن الطبيعي أنني لا أستطيع أن أصدر أحكاماً على مستوى الأبحاث التي قدمتها المرأة، ولكن أستطيع أن أبدي وجهة نظري في بعضها.
إن ما آمله لكشف وضع البحث العلمي للمرأة في المملكة أن تجري دراسة محايدة هدفها تقويم وضع برامج الدراسات العليا في الجامعات، ومثل هذه الدراسة التقويمية بحاجة إلى النظر في الأعمال التي قدمت عبر السنين الماضية، ليعقبها دراسة ميدانية على نوعية الطالبات والمشرفين والمشرفات والموضوعات، والنشر، والجهات التي تحصلت عليها المعلومات.
وأن تقوم الدراسة أيضًا بالنظر لبحوث ودراسات الترقيات العلمية، وأن تغطي أيضًا لوائح وأنظمة الترقيات العلمية، التي هي الأخرى بحاجة إلى إعادة نظر، وهو ما سيكون حديثي للأسبوع القادم بحول الله.