د.عبدالعزيز الجار الله
تعيش بلادنا في هذه المرحلة التحدي الحضاري والتنافس بين دول المنطقة، كما تعيش الحرب الإعلامية المفتوحة والمباشرة والشرسة مع المحيط المعادي لها: في الحد الجنوبي نعيش الحرب ضد الحوثي وأعوانه، ومن الشرق قطر الدولة الخليجية المعادية، وإيران التي تعمل على تخريب واحتلال الخليج، فالحرب الإعلامية مع الدولتين لا هوادة فيها، وفِي الشمال نظام الأسد ومن حالفه من اللبنانيين بقيادة حزب الله، وفِي العراق هناك جماعات ما زالت بتأثير إيران تعادينا، جميع هذه الدول تحاربنا في إعلامها وتستفيد من المواد الفلمية في الانترنت والدراما التلفزيونية التي تنتجها القنوات السعودية في الداخل والخارج، فهي تعيش عليها وتحاربنا من خلالها.
قبل أيام وقعت هيئة الإذاعة والتلفزيون عقود إنتاج عدد من الأعمال التلفزيونية الفنية المحلية، مع عدد من المؤسسات والشركات الفنية الوطنية، وذلك لعرضها خلال شهر رمضان المبارك وبعده، وهذا التوقيع يلقى الترحيب والتأييد من الجميع لتكون الدراما تعبر عن مجتمعنا وبيئتنا، وتعمل التوازن النسبي مع الدراما الخليجية والمصرية والتركية، لكن الأمر يحتاج إلى وعي شامل للدراما السعودية التي خاضت تجربة غير موفقة بالسابق، فيما يخص المضمون والأهداف والمعالجة في الأعمال الكوميدية والتراجيديا، أما لماذا:
- الأعمال الكوميدية السابقة انطلقت من التهريج والإضحاك فقدمتنا للمجتمعات والدول الأخرى شعب ومجتمع: ساذج ومغفل وأهبل وشاذ، مجموعة بشرية غير متحضرة، نعيش في زمن الخيمة والناقة والحياة البدائية.
- تم ترسيخ البيئة الفقيرة وتركزت الأعمال على الماضي، وإحياء المدن الخلفية، والأزقة المظلمة والضيقة.
- الإغراق في قضايا استعمال المخدرات والشعوذة والسحر والإجرام وقضايا الأسر المعقدة.
- رسم صورة للإنسان السعودي بصورة الساذج الذي يجهل التقنية والتحديث الحضاري.
- الانفصال عن الواقع الحالي وإعادة تجربة الماضي التي تعود إلى نصف قرن والسبب أن الممثلين والكتاب يعكسون تجاربهم ومعايشة واقع طفولتهم قبل (40) سنة.
لذا لا بد من الحذر والتنبه أن لا ندفع الأموال لإنتاج مادة درامية لخصومنا وأعدائنا لكي يحاربونا بها ونقدّم لهم السلاح الإعلامي والدرامي على أطباق ذهب.