في هذه الدنيا لا شيء غريب ، يتحول فيها الصديق إلى عدو، وقد تطرأ علينا أشياء لم تكن يوماً في البال.
من نحن ؟ إلى أين تسير قطر ؟ وهل البوصلة تعمل لديهم أم لا ؟ أسئلة تدور في ذهني مراراً و تكراراً ، وأود أن يجيب مقالي عن هذه التساؤلات .
نحنُ العرب - سكان البادية - لنا خصالٌ حميدة نشأنا عليها واشتهرنا بها ، وكان أجدادُنا قبل الإسلام يتمثلون بها، فلما أتى الإسلام زادنا تمسكا بهذه السجايا الفريدة. مثلاً عُرفَ عنا الكرم و الشجاعة و النخوة و الغيرة العربية و حماية الجار وكل من لجأ إلينا، والعديد من هذه المزايا سيكون محور حديثنا عن الجار و حقه علينا من حماية و نصح.
« الجار للجار» عبارة اشتهرت لدينا تعارف عليها من قطن أراضينا و عاش بيننا . وحكومتنا الرشيدة لديها جيرانٌ وأشقاء من الدول المجاورة ، يجمعنا بهم دين و دم و نسب و عروبة ، وبالرغم من الأشياء التي تربطنا معهم فقد كادت لنا حكومة قطر ؛ فلماذا هذا العداء ؟
مللنا من المداجاة والتغاضي حُباً للأخ و الجار و الشقيق على مدار السنين، وجل خططهم عن كيفية إحداث شغب داخل المملكة ، وتأجيج الشعب . لقد غرد طير الدوحة خارج السرب ، وحام خارج سماء العروبة. ولم تلتزم قطر بالعرف العربي بل خالفت المبادئ و القيم و تخلت عن جيرانها و ذهبت بعيداً ؛ حيث لا يخفى على القارئ الكريم دعم الجار للمعارضين لدولتنا دعماً مادياً و معنوياً ، لم تكتف الدوحة بذلك بل خططت لاغتيال ملكنا السابق المغفور له بإذن الله - عبدالله بن عبدالعزيز-
تسير قطر نحو النفق المظلم الذي نرى بدايتهُ ولا نعلم ما ستؤول إليه النهاية. فقد سلكوا طريقاً غير طريقنا، لم نُجبرهم على ذلك ، بل هم أجبروا أنفسهم ...
كثيراً ما يلفت انتباهنا سؤال إلى متى ستسمر المقاطعة ؟ و هل يوجد حلول ؟ المقاطعة أتت من قطر و أفعالها . هي من أجبرت الدول على هذا ، فلا يعقل أن تطعنني بالخلف و أبتسم لك ، سوف تستمر المقاطعة إلى أن يعود خطهم الذي مال إلى المسار الصحيح ؛ فإن لم يعد فلا ضرر علينا . هناك حلول للمصالحة ليست في أيادينا ، بل في متناولهم إذا اهتدوا و ساروا على النهج القويم فأهلاً بهم ، بوصلة قطر لا تعمل ، فقد أضاعت من يقود الدابة ، و لم ترشده إلى الطريق الصحيح ، فللشعب القطري محبة و ودٌ كبير ؛ فهم منا و نحنُ منهم ، نتمنى أن يكون الشعب القطري هو بوصلة الحكومة؛ لأن البوصلة الأولى لا تعمل ؛ فلا يصلح أن يسير الرجل في صحراء دون بوصلة أو عساس ، و مسرى النجوم لايعرفها إلا النجوم ...
والآن سقطت الأقنعة وبانت الوجوه، فلا عذر ينفع ولا قول يشفع، إنما الأفعال هي من تحدد إذا كان العفو يستحق أم لا . فقد كُشف الستار و بان ما خلفه، ولم يعد لدينا صبر لتحمل المزيد فقد صبرنا كثيراً ، نتمنى من الله أن يوفقنا و يهدي من أضل سبيلا نحن - الشعب السعودي - ندعم ولاة أمرنا في السراء و الضراء و في رقبتنا بيعة لهم ، اللهم وفق مليكنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ، واجعل هذه الدولة آمنة مستقرة إلى يوم الدين.
- عبدالعزيز بن فهد العجلان