هدى بنت فهد المعجل
كثيرة هي الأحداث، والوقائع، والمواضيع، المهيأة للتطرق لها، والبحث في شأنها، والنقاش حولها، بيد أن الإنسان محور الاهتمام وحده المعنيّ بتلك الأحداث، والوقائع، والمواضيع ويتطلع لنتائج ترضيه، وتصعد به ولو لدرجة متواضعة من درجات طموحه وآماله وأمانيه في الحياة، ولن يتحقق كل ما سبق ما لم نكن على تآلف تام فيما بيننا.. وأي تآلف أعنيه..!!
يطلق على بعض من الحيوانات اسم (حيوانات أليفة)..
لإمكانية تربيتها في المنازل..
وأمن شرها وأذاها، فليست بالمفترسة أو المخيفة الخطرة..
وأكثر حيوان يألفه الإنسان ويستأنسه (القط) وإن غلا ثمن بعض من أنواعها، وخصصت لها أطعمة لا تتناول سواها ووفر لها الفراش الوثير في غرفة باردة في الصيف دافئة في الشتاء.
كونها (القطط) أليفة لا ينفي عنها خاصية الدفاع عن النفس، والتعبير عن تلك الخاصية بإبراز مخالب توارت عند اطمئنانها.. واستئناس الإنسان بها، واستئناسها به.
بيد أن حاجة الإنسان إلى الاستئناس بأخيه الإنسان أكثر من حاجته إلى الاستئناس بالحيوان.
ومن مزايا الاستئناس، الشعور بالألفة لدى كليهما.. حتى إذا تآلفا آزر أحدهما الآخر وسانده وأمن شره فلا يبدي مخالبه عند الخطر كالهرة..
لأنه ليس ثمة خطر بين من تآلفا وإلا لما أطلق على ما بينهما من علاقة صفة (الألفة).
لأنه عندما تحقق الألفة بين البشر على وجه العموم تنداح متاعب الأحداث، والوقائع، وتتضح الحلول للمواضيع والمعضلات ..
وتضمحل المخالب.