خالد بن حمد المالك
في زيارتنا لبغداد أمكننا أن نلتقي بكل القيادات العراقية من رئيس الجمهورية إلى رئيس مجلس النواب إلى رئيس مجلس الوزراء، مروراً بعدد من الوزراء والمسؤولين، وواحد من المراجع الدينية، وقد أخذنا في كل لقاء الوقت الذي أردناه من كل واحد منهم، وتحدثنا لهم، واستمعنا منهم، وكانت حواراتنا ومناقشتنا في غاية الصراحة والوضوح، وهم كانوا كذلك.
* *
تركزت أحاديثنا، وأنا في هذه السلسلة من الانطباعات استخدم صيغة الجمع في بعض المعلومات، لأني هنا أنقل آراء ومداخلات وتساؤلات الزملاء بشكل عام، وهذه المشاركات تركزت على العلاقات السعودية - العراقية، وعلى القضاء على تنظيم داعش ودولتهم التي بشروا بها، وعلى الانتخابات العراقية القادمة، وعلى الإرهاب، والفساد، والطائفية والمذهبية، والعلاقة العراقية - الإيرانية، وموضوعات أخرى كثيرة تتمحور حول أن يعود العراق قوياً ومؤثراً بعيداً عن الهيمنة الإيرانية.
* *
كان من الواضح لي أن المسؤولين العراقيين بما فيهم الرؤساء توقعوا من الزملاء ومني أن نطرح مثل هذه الموضوعات، وقد استعدوا لإعطاء كل ما لديهم من معلومات وآراء حولها بروح من التفاعل الإيجابي، والترحيب بإيضاح الحقائق، وكشف ما كان - ربما - مستوراً أو هكذا كما كنا نظن، وكان أجمل ما في هذه اللقاءات الروح العالية التي كانوا يستقبلون بها مداخلاتنا وأسئلتنا دون أدنى تحفظ في الإجابة أو التعليق عليها.
* *
زاد من اهتمامهم بالوفد الإعلامي استقبال بعضهم لنا في منازلهم، وإقامة حفلات عشاء لنا مثلما فعل ذلك وزير الخارجية الدكتور إبراهيم الجعفري الذي قال إنّ جذوره وأصله من أشيقر في المملكة العربية السعودية، والمرجع الشيعي السيد عمار الحكيم الذي أولم لنا بعد انتهاء مباحثاتنا معه، بل إن امتداد فترة اللقاءات بالرؤساء الثلاثة إلى ثلاث ساعات تقريباً، وأن تتم في إجازة نهاية الأسبوع - الجمعة والسبت - هو من مظاهر الاحتفاء برؤساء التحرير، يضاف إلى ذلك أن وزير الداخلية رأى أن يكون اللقاء به في واحد من الأسواق التجارية (المول) للتأكيد على استتباب الأمن في العراق، حيث وجدنا الترحيب من المتسوقين.
* *
وكل من التقيناهم من المسؤولين العراقيين، ممن كانوا قد زاروا المملكة تحدثوا بانطباعات جيدة عن زياراتهم، وأثنوا كثيراً على ما وجدوه من تفهم لدى قيادة المملكة للأوضاع التي يمر بها العراق، وكان بعضهم وهو يتحدث وكأنه يتوقع زيارة الملك أو ولي العهد لهم في المستقبل في ظل تحسن الأجواء الأمنية في بغداد، ويشيرون في هذا الصدد إلى أن رئيسي الجمهورية والنواب وكذلك رئيس مجلس الوزراء زاروا المملكة، وكانت مباحثاتهم ناجحة.
* *
في شأن العلاقات العراقية - الإيرانية، والتوجه العراقي لإيران بدلاً من العرب كان السيد عمار الحكيم واضحاً وصريحاً، فقد علق على ذلك بالقول: حين قُضي على النظام السابق كان هناك فراغ، وكان العراق في حاجة إلى من يساعده، إيران استغلت هذا الفراغ، بينما ابتعد العرب ولم يكن لهم أي حضور، مع أن العراق كان ينتظر مشاركة إخوانه العرب، غير أنهم كانوا غائبين، فيما كانت إيران حاضرة على الأرض، هذا رأيه، أما رأينا فلم يكن متطابقاً ولم يكن متفقاً مع ما ذكره السيد الحكيم، لكن قدر العراق أن تكون إيران جارته، وأن تتعاون أمريكا مع نظام طهران للوصول إلى ما وصل إليه الوضع في العراق.