يوسف المحيميد
لا أحد يعرف ماذا يمكن أن يحدث له خلال ساعات من احتمالات عجيبة وغريبة، خاصة وقد تحولت كاميرات الجوالات إلى قوة تأثير وسلطة تفوق أكثر الوكالات والقنوات شهرة، فمقطع فيديو متلصص على شاب طموح يبحث عن الرزق في الجنادرية تطير به وسائل التواصل الاجتماعي، وتُنصب له الهاشتاقات، وتتهافت عليه النساء في محل بيع الكليجا في جناح القصيم في المهرجان، ثم يصبح ضيفًا على القنوات الفضائية، ليس بصفته شابا وسيما، وإنما كرجل أعمال طموح!
الشاب عبدالله الدبيخي، أو من يسمى بائع الكليجا، هو ابن إحدى الأسر الكريمة، ويعمل في هذا الجناح منذ إحدى عشرة سنة، حتى جاءت فتاة (على استحياء) والتقطت له فيديو قصير، بدون علمه، فاضطر إلى استخدام كمامة في الأيام التالية تحاشيا للتصوير، وأصبح حديث المجتمع لفترة قصيرة، وضيفًا على القنوات يتحدث عن التجارة والعمل الحر، رغم ارتباكه الواضح وهو يقف أمام كاميرات وإضاءة تختلف حتما عن كاميرا جوال فتاة هاوية!
ففي السابق قادت الثرثرة شابا بسيطا إلى الشهرة، ثم جرت محاولة جعله نجما كوميديا، أعني (لورانس) أو عبدالله العصيمي يرحمه الله، الذي تورط في مجال فني ليس له، وهاهي الوسامة والخجل تقود شابا آخر إلى شهرة لم يسعَ إليها، ولم يبحث عنها، لكنها حين أصابته راقت له، وقبِلَ فكرة لقاء الإعلام التقليدي من خلال حوار تلفزيوني مباشر، مع أنه لم يكن مستعدًا لذلك، حتى لو كان التبرير حوار مع رجل أعمال، لأن ليس بالضرورة أن كل رجال الأعمال قادرين على التعامل الاحترافي مع الإعلام، فلماذا يحدث ذلك؟ ولماذا تركض الصحافة التقليدية خلف مواقع التواصل الاجتماعي، ولا تصنع نطاقها الخاص؟ هل هي تحتضر ولا تعيش إلا بالهواء المستعمل من قبل الإعلام الاجتماعي؟ هي أسئلة للقائمين على القنوات والإعلام العريق أو الغريق الذي يبحث عن قشة!