د.ثريا العريض
سيبدأ سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله مع هذا الأسبوع برنامجاً حاشداً بالزيارات الرسمية, يلتقي فيه بقيادات صنع القرار العالمي في أوروبا وأمريكا, مستمرا في تبيين المستجدات العالمية, ووضع أسس لدور المملكة العربية السعودية في تثبيت الاستقرار عالميا؛ اقتصاديا وسياسيا وأمنيا, ومواصلة السعي بتحالفات إيجابية لمحاصرة كل نشاطات التجمعات الإرهابية, والقضاء على مصادرها ومخططيها وروافد دعمها ماديا بالمال والأسلحة والتدريب؛ ومعنويا بنشر وترسيخ ثقافة الإقصاء والعنف وغسل الأدمغة بدءا بالأطفال في المدارس, والخطباء في دور العبادة.
ورغم المساعي المتواصلة لوقف الدمار المتصاعد قصدا, وإعادة البناء على أسس ثقافة إنسانية تقوم على التعايش والإيجابية.. يكاد الملايين لا يجدون فرصة لتنفس هواء نقي يسمح باستعادة حس الأمن والاطمئنان والاستقرار.
تتصاعد الاشتباكات وتتوالى الزيارات وتعقد القمم والاجتماعات, ونحن ندعو أن نقضي على الإرهاب وأن يستتب السلام, لننصرف إلى بناء وطننا بهدوء وتصميم وإصرار على الإنجاز.
نحتفي ونفرح بأي إرهاصات لانفراج بعض الأزمات؛ رفض عالمي وأممي للقرارات التي تهدد بالمزيد من الاشتعال في شتى أصقاع الأرض - ونحن في المنطقة العربية على رأسها- واتضاح للدور الذي قامت به بعض أنظمة عدائية وعدوانية التوجه, كنظام الحمدين مثلا, لقلقلة استقرار دول سيادية أخرى في جوارها القريب والبعيد. يسعدنا التقارب في وجهات النظر الرسمية عربيا, كما في العلاقات مع العراق واستعادته لدوره كشقيق عربي مهم أن يستقر ويخرج من دوامة التغلغل الإيراني والعبث الدولي. ونراقب باهتمام تصاعد التصدع في جبهة النظام الإيراني بين الإصلاحيين والمتشددين. وبينما يبدو ظاهريا من مكابرة صخب إيران داخليا وخارجيا أنها مصرة على سياساتها العدائية وأطماعها التوسعية, إلا أنها تحت الضغوط عليها من كل الجبهات. الثورة الخمينية تحولت إلى منبع للشرور داخليا وإقليميا وعالميا، تولد التطرف الديني والطائفي وتهدد بقوة قدرات سلاحها النووي. ومن العراق إلى لبنان إلى اليمن وإفريقيا لم تعد أهدافها خفية. في حين نطمح إلى جوار يسوده الاحترام المتبادل والتعايش في سلام.
وبالتأكيد لن يسمح لكل دولة أن تحدد تمدد نفوذها في أرض غيرها كما تشاء.
حقيقة ؛ مع الإعلام الجديد الذي ينقل فيه معايشو الأحداث دموية الشوارع وكمية الدمار المتراكم فوق أجساد الضحايا, لم يعد هناك مجال لأي تبريرات وتفسيرات تفيد في إبقاء الأقنعة. أضغاث أحلام الإخوان, ودسائس نظام الحمدين, وبصمات نظام الملالي وحزب الله واضحة في كل الجوار, وأذرع الأخطبوط التي زرعت وامتدت لتحقق لها ما تسعى إليه من الشر لابد من بترها.. لنحتفل بالأمن والتعايش, وننصرف إلى البناء.