«الجزيرة» - سعد العجيبان:
أكد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، أن العلاقات السعودية - المصرية قوية ومنيعة وصلبة سواء من الناحية الاجتماعية أو الاقتصادية أو السياسية، وأنها عصية على أي محاولة للتخريب. وقال سموه مازحاً: إن العاهل السعودي والرئيس المصري لو أرادا تخريب العلاقات السعودية - المصرية لن ينجحا لصلابة ومتانة ومناعة العلاقات بين القيادتين والشعبين في المجالات كافة.
الإصلاحات والتطرف
وتطرق سمو ولي العهد خلال لقاء مع عدد من رؤساء تحرير الصحف المصرية في منزل السفير أحمد بن عبد العزيز قطان في القاهرة، تطرق إلى الإصلاحات الداخلية السعودية، إذ أكد سموه أن تلك الإصلاحات الاجتماعية، بما فيها السماح للمرأة بقيادة السيارة، وتنظيم الحفلات الغنائية، ودخول العوائل للملاعب، لا تتعارض مع صحيح الإسلام، مشددا أن الإسلام دين سمح.. ونحن نفتح نقاشاً واسعاً مع كل الأفكار والتيارات في السعودية، وفي مرحلة ماضية كانت نسبة التطرف نحو 60 %، أما الآن فهي لا تتجاوز 10 %.
مشروع «نيوم»
وأكد سمو ولي العهد أن مشروع «نيوم»، يشهد في جوانبه تعاوناً مشتركاً بين السعودية ومصر، وسيؤدي إلى رخاء البلدين اقتصادياً وسياحياً، مبيناً سموه أن المشروع مقدر له أن يشهد استثمارات بقيمة 500 مليار دولار، وستشارك مصر مع السعودية في أحد جوانبه، من خلال المشروعات التي ستتم على الأراضي المصرية بمشاركة مصرية، إذ تشارك مصر بالأراضي، وتستثمر السعودية في إنشاءات كبيرة، وقال سموه: نحن الآن في مرحلة الدراسات.
وأشار سمو ولي العهد إلى أن مشروع «نيوم» من المقرر أن يجذب ملايين السائحين، وسيكون الانتقال بين ضفتي المشروع بين الجانبين السعودي والمصري على مسافة ثلاثة كيلومترات فقط بعد إنشاء جسر الملك سلمان، مبيناً سموه أن هذا المشروع سيسهم في دفعة جديدة للشواطئ المصرية في خليج العقبة.
الانفتاح والتنوير
ومضى سمو ولي العهد في القول: كل ما نقوم به في السعودية ينعكس على الأوضاع الاقتصادية وعلى المواطن، خاصة الشباب السعودي.. مضيفاً أن كل ذكريات الإجازات العائلية للمواطنين السعوديين كانت خارج السعودية، لأن المواطن السعودي كان معتاداً على أن يقضي إجازته السنوية أو حتى إجازته الأسبوعية في الخارج.. أما الآن فإن مناخ الانفتاح والتنوير ينعكس على الاقتصاد السعودي إيجابًا.. وذلك بإنعاش المناخ السياحي داخل السعودية.. خاصة للعائلات السعودية.. كما ينعكس ذلك بشكل إيجابي على النمو الثقافي والتنويري الداخلي.
الشيعة في السعودية
ونفى سمو ولي العهد أي اضطهاد للشيعة في السعودية.. مؤكداً أن شيعة السعودية يساهمون في نهضتها، ويتولون مناصب قيادية.
قطر
قال: إنني لا أشغل نفسي بقضية قطر، ومن يتولى الملف القطري أقل من رتبة وزير، وعدد سكان قطر لا يساوون شارعاً في مصر، مشيراً إلى أن أي وزير في الحكومة السعودية يستطيع أن يحل الأزمة القطرية.
عُقد نفسية
واعتبر ولي العهد أن ثمة عُقداً نفسية تُحرك حكام قطر تجاه الدول العربية.. مؤكداً أن المشكلة مع قطر تافهة جداً.. وأن شارعًا واحداً في مصر أكثر عددًا من سكان قطر.. مشيراً إلى أن الطريقة الوحيدة لحل الأزمة مع قطر تكون على طريقة تعامل الولايات المتحدة الأمريكية مع كوبا في عام 1959م.. عندما تدهورت العلاقات الأمريكية - الكوبية بشكل كبير بعد الثورة الكوبية المناهضة لسياسات واشنطن.. وهو ما أدى إلى قطع الولايات المتحدة علاقتها مع كوبا.. وفرضت حظرًا اقتصادياً عليها.. بدأ في أكتوبر 1960م.. ولم يتم تخفيف سوى عدد من القيود خلال فترة الرئاسة الأولى لأوباما.
مصر ونهوض المنطقة
وأعرب سمو ولي العهد عن إعجابه الشديد بالمشروعات العملاقة التي زارها برفقة الرئيس المصري، مؤكداً أن الرئيس السيسي أطلق الهمة الفرعونية في شرايين الشعب المصري، وأوجد حالة عمل كبيرة.. الأمر الذي انعكس إيجابياً على معدل النمو.
وقال سموه: كنت فاقد الأمل تماماً في أن تقوم مصر.. وكنت أدعو الله ألا تنهار.. وما رأيته اليوم أكد لي أن الله استجاب لدعائي.. فقد رأيت تفاعلاً كبيراً في مستقبل المنطقة.. لأن مصر عندما تقوم فالمنطقة كلها تستطيع أن تنهض.
مشروعات عملاقة
وأشار سمو ولي العهد إلى أن الفارق بين معدلات النمو في دول الخليج ومصر.. يتمثل في حال وجود مشروعات كبرى في الخليج فإن البعض يفسر ذلك بوجود ثروات خليجية.. تسمح بتوفير التمويل اللازم لهذه المشروعات، أما في مصر فالمشروعات الكبرى نتيجة ثروة بشرية كبيرة.
ومضى سموه في القول: ما رأيته من مشروعات عملاقة هو نتيجة حالة عمل كبيرة.. تراهن على المستقبل.. وأثمر ذلك بالفعل ارتفاع نسبة النمو بشكل فاجأ العالم.. وفاجأني أنا شخصياً... وزاد سموه: إن مصر الآن في أفضل أوضاعها من الناحية الاقتصادية.. والقادم أفضل جداً بإذن الله تعالى وفق ما رأيته من عمل جاد على الأرض المصرية.
اليمن
وفي الشأن اليمني.. أكد سمو ولي العهد أن الحرب في اليمن قاربت على تحقيق أهدافها المتمثلة في استعادة الشرعية في مواجهة المتمردين الحوثيين.. وأن نهايتها وشيكة بعد تحقيق أهدافها.. مشيراً إلى الممارسات العدائية لإيران.. وعدّ نظام الملالي «نمر من ورق».
فلسطين
وفي ملف القضية الفلسطينية.. أكد سمو ولي العهد على موقف السعودية المؤيد لحق الفلسطينيين في إنشاء دولتهم المستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية.. مشدداً على أن الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967م هي من الثوابت السعودية والمصرية.