سلمان بن محمد العُمري
نحمد الله عز وجل على تتابع النعم على بلادنا المباركة المملكة العربية السعودية، أمن وأمان ورخاء واطمئنان وفي كل يوم نزداد ولله الحمد فيه من النعم، ويزداد العطاء والخير من بلادنا المعطاءة التي لم ولن تدخر جهداً في سبيل توفير العيش الكريم ليس لمواطنيها والمقيمن فيها بل امتدت الأيادي البيضاء للإخوة والأشقاء في العالمين العربي والإسلامي وللأصدقاء في دول العالم أجمع.
هذه اليد الحانية والعطاء المتدفق هو سمة من سمات بلادنا فيدها ممتدة للجميع وهي الأولى إنجاداً ولها اليد الطولى في الإغاثة والعمل الإنساني، وهذه السمة البارزة منذ عقود والريادة الإنسانية تحققت بفضل الله عز وجل ثم بما أنعم الله علينا بعد اكتشاف النفط وبلادنا من أوائل البلدان إنتاجاً واحتياطاً.
لقد سخرت المملكة العربية السعودية هذه النعمة في مجال تنمية البلاد ونهضتها وتحقيق سبل العيش الكريم ليس لأبناء المملكة العربية السعودية فحسب بل دعمت الدول والشعوب الإسلامية والعربية والصديقة بلا من ولا أذى أو تحقيق مصالح أو فرض أجندات.
هذه النعمة الكبرى (النفط) كان لاكتشافه قصص عجيبة وليست قصة واحدة بدأت بشركات أجنبية (إنجليزية) وبعد بحث لعدة سنوات فشلت بالبحث وانسحبت من العقد وهو فضل من الله أنها لم تجد شيئاً فقد كان عقدها ضئيلاً وكانت رائدة الاستعمار بالمنطقة وكأن الله صرفنا عنهم وصرفهم عنا، تلى ذلك قدوم الشركات الأميركية وبداياتها عن طريق الشيخ فوزان السابق سفير المملكة العربية السعودية في مصر (وكيل ومعتمد) حينما أهدى الجيولوجي ورجل الأعمال الأمريكي خيولاً عربية فأراد مكافأة فوزان على هديته فطلب منه حفر آبار للماء بين مكة المكرمة وجدة، وبعد ذلك لقاء هذا الرجل بالملك عبدالعزيز وحديثهما عن فشل الشركات الإنجليزية المنقبة عن البترول ومن ثم وساطة ومشورة الرجل مع زملائه الجيولوجيين الأمريكيين الذين يعملون في مجال التنقيب عن النفط.
وقد مر ثمانون عاما على أول إنتاج للنفط في المملكة العربية السعودية وذلك عبر بئر الدمام رقم 7 والذي بدأ الإنتاج في 4 مارس 1938م.
وهذا الاكتشاف ولله الحمد جاء بعد يأس وبحث كبير مدته خمس سنوات وكادت الشركات الأميركية أن تقفل عملها وتتوقف ويكون مصيرها مصير الشركات الإنجليزية لولا فضل الله عز وجل فقد نجح المواطن خميس ابن رمثان العجمي وكان خبيراً ومرشداً في المواقع، والأمريكي ماكس ستاينكي باستخراج النفط من بئرالدمام 7 (سماه الملك عبدالله لاحقاً بئر الخير).
إن هذا التاريخ المهم والمرتبط بهذه المناسبة التاريخية الخالدة يحتاج منا أولا لأن نحمد الله ونتذكر ما نحن فيه من نعم، وبعد أن من على هذه البلاد المباركة بنعمة الأمن والأمان بتوحيد الملك عبدالعزيز -طيب الله ثراه- للبلاد. امتن المولى عز وجل عليها بهذه النعمة العظيمة وهي اكتشاف البترول وإنتاجه.
إن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز -حفظه الله ورعاه- يولي المناسبات التاريخية لبلادنا الاهتمام والعناية مع الرعاية، ومن المؤكد أن مثل هذه المناسبة ستحظى بالعناية والاهتمام والاحتفاء المناسب لها.