سلطان المهوس
من عايشوا أجمل لحظات الكرة السعودية وإنجازاتها عن قرب يدركون حجم القوة والصرامة والهيبة التي كانت إحدى أهم صفات باني نهضة الرياضة السعودية الأمير فيصل بن فهد - رحمه الله- ويعرفون أنها صنعت جيلاً كروياً ملتزماً ومنضبطاً يعرف أن لكل خطأ أو تهاون نهاية أليمة وأن لكل مجد وارتقاء نهاية عظيمة ولذلك سار مركب البطولات لنتزعم القارة الآسيوية والعرب ونكون بأجمل حلة في أول ظهور عالمي عام 1994 بأمريكا.
في السنوات الأخيرة ظهر لدينا بعض رؤساء أندية خانعون أمام أشباه النجوم وظهر لدينا تجار يزاحمون أبناء الرياضة مناصب الشهرة والظهور فبدأت رحلة سطوة اللاعبين وانتهت مرحلة السيطرة والهيبة الإدارية لذلك كان لنا في كل مشاركة مشكلة وخروج عن السطر وفي كل ناد هناك «قرصان» يدير اللاعبين كيفماء يشاء فيما رئيس ناديه «أخرس» ..!!
كان اللاعبون يديرون معركة «العقود» ويتلاعبون بمسيرة «المدربين» ولديهم سلاح «الإعلام» و«الجماهير» لذلك كانت الغلبة لهم.. يلعبون قليلاً.. يكسبون كثيراً..!!
لا يجرؤ أحد أن ينتقدهم لأن تصنيفه سيدخل خانة «الخونة»..!!
شهر أكتوبر 2017 تم تعيين اللواء المتقاعد إبراهيم الحوطي مستشاراً للشؤون الاجتماعية والأمنية باتحاد الكرة.. الرسالة واضحة «لا دلع بعد اليوم»..!!
الخروج من مرحلة «السطوة» لمرحلة» الانضباط الجماعي» شكل «صدمة» لدرجة أن لاعباً بحجم أحمد الفريدي ذهب إلى مانستشر يونايتد أكتوبر الماضي ليضبط وزنه إلا أنه فشل حتى إن «تركي آل الشيخ» الذي تكفّل بمصاريف رحلته وتأهيله كتب «أحمد الفريدي… مانشستر طااار!».
استشعر الفريدي خطر مستقبله ليخرج متعهداً بإنقاص وزنه 4كجم خلال عشرة أيام وهذا الوعد لم يكن بحاجته لو تعامل مع نجوميته واحترافيته بشكل «محترم» لكن العين الحمراء تخلي «الكرش» يسيح..!!
ما دمنا لم نصل لمرحلة الخصخصة ووفقاً للعقليات التي تدير الأندية فالهيبة يجب أن تأتي من أعلى الهرم الرياضي حتى يمكننا على الأقل السيطرة على المنتخب السعودي وإلا فالأندية خارج السيطرة مع كامل احترامي وتقديري للاجتهادات والمحاولات الجارية لبعض الرؤساء..!!
ما كل ما يعلم يُقال حول ما يسمون نجوم الأندية وإن لم نتدارك خطر سيطرتهم السلبية فسنظل نعاني كثيراً من الهدر المالي الضخم لمواهب لا تقدّم سوى الفتات والضحك ..!!
رفع عدد الأجانب كان حلاً سحرياً لكنه «مخاطرة» قد ندفع ثمنها غالياً..!!
فتشوا عن رؤساء «بعيون حمراء»..!!